اتهم مجلس أساتذة ثانويات الجزائر ”الكلا” في بيان له أمس، وزير التربية أبو بكر بن بوزيد بمحاولة التغطية على ظاهرة العنف في المدارس، التي قال المجلس إنها تهدد الأجيال القادمة وتعرف انتشارا رهيبا في الوسط التربوي· وقد ورد في بيان ”الكلا”، أنه تفاجأ بردة فعل الوزير حول اعتداء تلاميذ ثانوية جديوية بغليزان على أستاذهم من خلال محاولته التهوين من شأن الحادثة ومن ظاهرة العنف في الوسط المدرسي، حيث قال إن بن بوزيد صرح أن صورة الشخص في الصورة ليست هي صورة الأستاذ المعتدى عليه وأن الأستاذ الحقيقي جديد في المهنة وطلب من مديرية التربية بولاية غليزان تكذيب الصورة وتقديم الاعتداء في قالب آخر· وأضاف ”الكلا” أنه على الوزير أن يعلم أن مثل هذه الحالات لم تحصل في بلدية جديوية وحدها وإنما هي منتشرة عبر كل التراب الوطني وأن هناك صورا أشنع من صورة الأستاذ المتعدى عليه يصنعها تلاميذ في حالات وصلت حد التهديد بالقتل والاعتداء بالسلاح الأبيض، إضافة إلى ظاهرة المخدرات داخل المؤسسات التربوية· وأضاف ”الكلا” في بيانه أنه قد قام بدراسة حول الظاهرة وهو يواصل دراسته هذه وسينظم يوما دراسيا يشرك فيه الجميع من أجل التباحث حول العنف في المدراس· وأضاف ”أنه كان يأمل أن يعترف الوزير بتفشي ظاهرة العنف الممارس في قطاعه بدل إصدار الأوامر لمدرائه الولائيين بالتغطية على الحادث من أجل رسم صورة ”كل شيء على ما يرام”، مع أنه يعلم أن لا شيء يسير كما يجب”، مؤكدا أن ”الكلا” لن يتوقف عن فضح هذه التجاوزات بالرغم من محاولة الوزارة عرقلة تحركه وقال ”الكلا” أن الإحصائيات تثبت أن الجزائر تتصدر الدول المغاربية في نسبة العنف المسجل في المدراس، حيث تعدى عدد الحالات خلال السنة الدراسية 2011- 25 ,2010 ألف حالة عنف في المدراس مضيفا أن 40 بالمئة من التلاميذ لهم سلوكات عنيفة و60 بالمئة منهم تعرضوا للعنف· كما أنه تم تسجيل 3500 حالة عنف بين التلاميذ و201 حالة من التلاميذ ضد أساتذتهم في المرحلة الابتدائية و13 ألف حالة بين التلاميذ و2899 حالة تسبب فيها تلاميذ المتوسط ضد أساتذتهم و3000 حالة عنف بين تلاميذ الثانوي و1455 حالة من تلاميذ هذه المرحلة ضد أساتذتهم و1942 حالة عنف ارتكبها الأساتذة في الأطوار الثلاثة ضد تلامذتهم وما يقارب من 501 حالة عنف بين الأساتذة أنفسهم· وحيا ”الكلا” وسائل الإعلام التي قال إنها دقت ناقوس الخطر من أجل حمل مكونات المجتمع الجزائري على البحث عن حلول لهذه الظاهرة التي تهدد الأجيال القادمة وأضاف الكلا أن الوزير يعلم أن هذه الحوادث مرتبطة بعوامل أخرى وأن المشكل بالنسبة له لا يكمن في صورة عرضت في وسائل الإعلام، مؤكدا أن كل أطياف المجتمع شاهدة أن الأساتذة مثل التلاميذ غير قادرين على احتواء الظاهرة وأن أول إجراء استعجالي يجب اتخاذه هو أن يتم إشراك جميع مكونات المجتمع في التركيز على البحث عن حلول لظاهرة العنف في المؤسسات التربوية لأن المدرسة ليست الشارع·