قدم مجلس ثانويات الجزائر أرقاما خطيرة حول تنامي ظاهرة العنف بالمؤسسات التربوية، والتي جعلت الجزائر تتصدر دول المغرب العربي في ظاهرة العنف المدرسي، مؤكدا أن 60 بالمائة من المتمدرسين لهم تصرفات عدوانية، بلغت درجة الاعتداء على ما يقارب 5 آلاف استاذ، منها 200 حالة تعدي من طرف تلاميذ الابتدائي· عبّر مجلس ثانويات الجزائر في بيان له، استنكاره الشديد لما جاء على لسان وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد، حول صور الأستاذ المعتدى عليه في غليزان التي تداولتها الموقع الاجتماعية وبعض وسائل الاعلام، وأكد المجلس أنه في الوقت الذي تعمل فيه كل الأطراف التربوية على بحث حلول للحد من ظاهرة العنف المدرسي التي أصبحت منتشرة بكامل التراب الوطني، يعمل الوزير على تكذيب الضرب الذي تعرض له هذا الأستاذ!. وأكد تقرير مجلس ثانويات الجزائر الذي وجهه إلى المسؤول الأول عن قطاع التربية، أن الصورة التي نشرت لأستاذ غليزان ما هي إلا عينة صغيرة لآلاف الحالات الخطيرة لظواهر العنف التي تسجل يوميا بالمؤسسات التربوية، مشيرا إلى أن هناك حالات أسوأ من هذه الصورة، خاصة ظاهرة الاعتداء بالسكاكين والسيوف التي أبطالها متمدرسون بالثانويات والمتوسطات، وكذا الاتجار بالمخدرات، وتهديدات بالقتل·· وفي دراسة قام بها ''الكلا'' أظهرت تفاقم ظاهرة العنف التي تحاول الوزارة تقزيم خطورتها، أكدت على ضرورة تدخل كل الجهات المعنية للتصدي لها، خاصة أن أرقاما مخيفة تسجل سنويا حول الظاهرة، مؤكدا أنه تم تسجيل40 بالمائة من التلاميذ لهم سلوكات عدوانية، في حين أن 60 بالمائة من مجمل 8 ملايين تلميذ لهم تصرفات وأفعال عنف، مضيفا أن هناك 3500 حالة عنف حصلت بين تلاميذ الابتدائي، و13 ألف في أوساط تلاميذ المتوسط، و3 آلاف في الثانوي، فيما اعتدى ما يقارب 5 آلاف تلميذ على أساتذتهم. والأخطر في القضية أن تلاميذ الابتدائي اعتدوا على 201 أستاذ، فيما اعتدى تلاميذ المتوسط على 2899 أستاذ، و1455 حصلت من طرف الثانويين. كما سجلت الدراسة عدد حالات اعتداء للأساتذة على التلاميذ في مختلف الاطوار ب 501 حالة· من جانب آخر، كشف مجلس ثانويات الجزائر أن الأرقام المذكورة، سابقا، جعلت الجزائر تتصدر قائمة بلدان دول المغرب العربي في الظاهرة، ولهذا قرر المدرسون والأساتذة والإطارات التربوية والنقابيون ونشطاء المجتمع المدني وبعض المواطنين، وبعد تواتر حالات الاعتداء اللفظي والمادي على الإطار التربوي من مدرسين وإداريين في التعليم الأساسي والثانوي ونظرا لما تمثله هذه الاعتداءات من إهانة لكرامة الإطار التربوي ولحرمة المؤسسة التربوية، تنظيم حملة بعنوان ''أوقفوا العنف ضد الاطار التربوي''، لمطالبة الوزارة بالقيام بإجراءات عملية عاجلة لتوفير حماية الإطار التربوي وفق ما يفرضه القانون·