السنة الجارية مصنفة في خانة الأعوام الممطرة أرجع عالم الفلك والجيوفيزياء، الدكتور لوط بوناطيرو، موجة البرد التي تجتاح العديد من الولايات وتساقط الأمطار والثلوج بكثافة منذ أول أمس، إلى النشاط الشمسي الذي يتحكم في كل التغيرات المناخية وبالخصوص تأثيراتها على كوكب الأرض الذي يحتوي نشاطا فيزيائيا ومجالا مغناطيسيا معتبرا، على غرار الكواكب الأخرى، مؤكدا أن العام الجاري سيكون ممطرا. بلغة المختص، فسر عالم الزلازل والجيوفيزياء، الدكتور لوط بوناطيرو، تغير الأحوال الجوية هذه الأيام التي تعيشها مختلف مناطق القطر، خاصة كميات الأمطار التي لا تزال تتساقط مصحوبة بالثلوج على مستوى الجبال، وحتى في بعض المدن والولايات، بنشاط الشمس، أو ما يعرف علميا بالدورات الثلاث للشمس، بالقول “كنا نتوقع هذا منذ شهرين. نحن نعيش حاليا دورة 11 سنة التي بدأت العام المنصرم، وهي تتواصل خلال العام الجاري. شهدنا السنة الماضية تساقط كميات معتبرة من الأمطار، بالإضافة إلى الثلوج والتي ستستمر أكثر خلال فصل الشتاء الجاري وتمتد حتى شهر مارس، وهذا الأمر كنا نتوقعه كفلكيين لارتباطه الوثيق بالنشاط الفيزيائي للشمس وما تحدثه من تغيرات، والدورة التي نعيشها حاليا هي أقل دورة وجاءت بعد فترة جفاف العام الماضي وتلتها موجة برد وتساقط أمطار كثيرة مصحوبة بثلوج وستكون أكثر هذا العام والعام المقبل”. وقال محدثنا أمس في اتصال مع “الفجر”، “تفاجأنا خلال الأيام الماضية بتساقط الثلوج في الجنوب في الصحراء، والتي كنا ننتظرها في المناطق الشمالية وهو ما جعل الموطنين يتخوفون من هذه الظاهرة، لكن وبسبب تأثيرات النشاط الشمسي على كوكب الأرض امتدت الاضطرابات الجوية إلى المدن الغربية والساحلية والشمالية”، مضيفا “نحن نعيش ارتفاع المستوى العالمي لتساقط الأمطار والثلوج وانخفاض درجات الحرارة، وهو ما يفسر علميا بدورة الشمس”. وتابع بوناطيرو بأن “الشمس تتحكم في كل التغيرات المناخية على مستوى المجموعة الشمسية وبالخصوص على كوكب الأرض لأنه يتفاعل بسرعة مع النشاط الشمسي الوحيد الذي يتميز بنشاط فيزيائي ومجال مغناطيسي معتبر مقارنة بالكواكب الأخرى وهي الأسباب التي تجعل الأرض أيضا تتفاعل مع حركة البراكين، والصفائح القارية”.