لما كانت الرشاقة منذ القدم شغل النساء الشاغل، وفي الوقت الذي لم يعد هذا الأمر صعبا مع توفر جميع الطرق التي تتيح لهن التمتع بمظهر متناسق، فإن ثقافة ارتياد النوادي الرياضية بدأت ترسخ في أذهان النساء الجزائرية اللاتي لم يعد يمنعهن شيء من الالتحاق بهذه الأخيرة في سبيل الحصول على الجسم الذي يحلمن به. الحمية الغذائية الصارمة وتناول الأعشاب الطبيعية والخلطات المنحفة، لم تعد تستهوي الكثير من النساء اللاتي فضلن اختزال الوقت وبذل جهد أكبر في ممارسة الرياضة، وأصبحت بذلك الفقرات التلفزيونية الصباحية التي تعرض تمارين شد عضلات البطن والتقليل من الدهون، والاشتراك في النوادي الرياضية، وكذا اقتناء الآلات الرياضية.. هذا مقابل حصولهن على جسم رشيق يضاهي ذلك الذي تتمتع به نجمات السينما والتلفزيون، حتى لو كان ذلك على حساب التعب والمشقة. قاعات الرياضة تستقطبهن لم تستثن قاعات الرياضة النسائية من إقبال هؤلاء النسوة الراغبات في الحصول على القوام الرشيق، وبالرغم من سعر الاشتراك بها الذي تقول عنه أغلب السيدات إنه ليس في متناول الكثيرات منهن، وكذا اقتصار برنامجها على “الأيروبيك” وبعض التمارين التي تعمل على شد عضلة البطن والتخلص من الدهون المحيطة به، إلا أن رغبة النساء في التسجيل بها كبيرة، لاسيما بالنسبة للعاملات اللاتي لمسنا تأسفهن من عدم حصولهن على الوقت الكافي للقيام بذلك. وفي ذات السياق، وجدت سيدات عين النعجة الحل في اللجوء إلى قاعة الرياضة النسوية الكائنة بمقر دار الشباب للبلدية، مقابل مبلغ رمزي لا يتجاوز 500 دج شهريا، وفي الفترات المسائية لتمكين العاملات من الاستفادة منها كذلك. وفي نفس الموضوع تقول “صورايا”، مدربة الرياضة بالقاعة، إن النساء المشتركات لا تبحث فقط عن القوام الرشيقة، بل تسعى من خلال ذلك أيضا إلى إفراغ مكبوتاتها والتحرر من الضغوطات التي تواجهها في حياتها اليومية، مستندة في قولها على الأحاديث الجانبية التي تملأ القاعة فور دخول النسوة إليها. ومن خلال حديثنا مع إحدى المشرفات على الإدارة هناك، تبين لنا أن عدد النساء المسجلات في حصة الرياضة يضاهي عددهن في الحرف والصناعات اليدوية، ما يفسر الاهتمام الكبير الذي تولينه للرياضة والرشاقة. ولهن مع الآلات الرياضية حكايات أخرى.. اختارت العديد من النساء إنشاء نادي رياضي مصغر في بيتهن من خلال اقتناء الآلات والمعدات الرياضية، فهذه الأخيرة تشهد إقبالا واسعا على اقتنائها، كما أشار أحد بائعي هذه اللوازم، والذي يقول إن الدراجة الثابتة والبساط المتحرك، هما من أكثر الأدوات طلبا من طرف النساء خاصة، إذ يركزان على تمرين شد عضلات البطن، الكتفين والفخذين. أما عن سعر هذه الآلات فيقول ذات البائع إنه يعرف تراجعا ملحوظا نظرا لزيادة الكمية المطلوبة. وفي هذا الإطار تقول إحدى الأوانس التي التقينا بها في متجر لبيع مستلزمات الرياضة ب”الحميز”، إن شراء آلة رياضية تغنيها عن التنقل للنوادي، وهو مشروع خططت له منذ أشهر تفاديا لتضييع الوقت واقتصادا لتكاليف الاشتراك. “الريجيم” بديل للواتي لا تعانين ضيق الوقت بداعي كثرة المشاغل وضيق الوقت، وبسبب مشقة التمارين الرياضية، فضلت العديد من النساء اتباع حمية غذائية صارمة تعتمد على الخضروات خاصة. لذا تتهافت أغلبهن على المواد الإعلامية التي تعنى بتقديم الطرق السريعة والحميات المثالية التي لا تستغرق الكثير من الوقت، والتي تضمن نتائج فورية. كما تشهد مواقع الأنترنت إقبالا واسعا من النساء اللاتي تبحثن عن ذات الوصفات. وفي ذات السياق، تقول سميرة إن أوقات دوامها لا تسمح لها بالتردد على قاعات الرياضة، لذا فإنها تعتبر الريجيم أحسن طريقة للتخسيس. غير أن أغلب مجربات هذه الطريقة أكدن أنهن لا تكملن على نفس الوتيرة الذي تبدأن بها تلك الحمية، خاصة القاسية منها. وفي ذات السياق تقول مريم إنها تخضع حاليا لحمية غذائية جادة، مضيفة أنها طالما تخاذلت وقامت بإيقاف برنامجها بعد مرور وقت قصير من بدايته. فيما أضافت نعيمة أنه بالإضافة إلى الحرمان الذي يسببه لها الريجيم الذي تتبعه، فقد أصبح هذا الأخير مصدر تذمر من عائلتها التي أجبرت على الخضوع لنفس الحمية، من خلال نفس نوع الطعام النباتي الذي تحضره بشكل دائم.