المرأة البدينة ..بعدما كانت المحبذة صارت محل نفور في وقت سابق كانت المرأة السمينة في نظر جداتنا أنها القوية البنية و الخالية من الأمراض ، و لهذا تحرصن عند الخطبة لأبنائهن أن تكون المرأة قوية البنية و بدينة ، و كانت النحيفة رمزا للمرض و عدم القدرة على تحمل شغل البيت و كذا عدم القدرة على تربية الأبناء و تلبية حاجيات الزوج و الأسرة ، لكن الموازين انقلبت في عصرنا الحالي و أصبحت المرأة السمينة منبوذة و مصدر سخرية للكثيرين ، كونها ستكبر و هي صغيرة كما أن السمنة هي مصدر لأمراض عدة مثل القلب، السكري ،ضغط الدم و غيرها من الأمراض التي ربطها الأطباء بالوزن الزائد ، كما أن المختصين يحذرون من انتشار السمنة وسط النساء الجزائريات ، بشكل يستدعي أخذ المشكل بعين الاعتبار ، و عدم الاستخفاف منه كونه بدأ يأخذ نسبة كبيرة وسط النساء . نساء غايتهن النحافة و لا تهم الوسيلة مع تغير عقلية المجتمع و كذا تأثره بالقنوات الفضائية ، و ما تعرضه من موضة و أزياء تتماشى مع ذوات الجسم النحيف و الرشيق ،صار البحث عن هذا الأخير هوسا و حلما يطارد النساء على حساب المال والصحة ، فهناك من تتجه إلى إتباع حمية قاسية و تمنع جسمها من المواد التي يحتاجها لكي ينمو و ينشط بشكل عادي ، و هو في غالب الأحيان يعرضها للأمراض و في مقدمتها فقر الدم ،و هناك من النساء من تفضلن اللجوء إلى قاعات الرياضة و حرق الدهون بممارسة الرياضة و هو أمر إيجابي ، لكنه لا يجب أن يربط بالنحافة أو الحصول على القوام الرشيق بقدر ما يربط بالصحة و النمو السليم للعقل و الجسم ، و هناك من تحبذ اللجوء إلى الأعشاب و مختلف الأدوية ، والتي تتفنن الفضائيات في عرضها ،و تقبل النساء على اقتنائها بالرغم من ثمنها الباهظ ،هذه الأخيرة التي أصبحت تجارة مربحة لأنها لا تستقطب النساء وحدهن بل الرجال أيضا ،فالنحافة و الجسم الرشيق حلم يطارد الجنسين على السواء ،و لكن في غالب الأحيان تنجم عنها أضرار جسيمة تؤثر على صحة الفرد النفسية و البدنية ، و هو ما يضع الشخص في خيار ما بين الصحة و الجمال ، و يا له من اختيار صعب فكلاهما لا يمكن التنازل عنه لدى المرأة ، لكن الأطباء لهم ما يقولون في هذا المجال . أطباء ينصحون :النظام الغذائي المتوازن أفضل الطرق للرشاقة أكد الدكتور "حسني أعراب" في اتصال له ب "الجزائرالجديدة" ، أنه على الفرد أن يهتم بنوعية الأغذية التي يتناولها ، و ذلك ليس فقط للحصول على الرشاقة و الجسم النحيف و إنما للحفاظ على صحته أيضا ، فالمعروف عند العائلات الجزائرية هو الأكل الدسم و كذا الحلويات المسكرة و النشويات ،مع انتشار ثقافة "الفاست فود" التي تسمن و تضر بصحة الفرد و تحدث له مضاعفات خطيرة و بالخصوص مع حلول فصل الصيف ، و لهذا يعد الغذاء المتوازن و الصحي أفضل طريقة للحفاظ على جسم صحي و متوازن و خالي من الأمراض ، و إن تم إتباع حمية ما ، فيجب أن يكون متوازن و يوفي ما يحتاجه الجسم من عناصر غذائية صحية ، و ينصح الدكتور "حسني" بضرورة ممارسة الرياضة كونها مفيدة للروح و الجسد ،و الابتعاد قدر الإمكان عن مختلف الأدوية و الكريمات التي تعرض في القنوات الفضائية ، كونها في غالب الأحيان تكون مقلدة و لا تجدي نفعا فالتغذية المتوازنة و ممارسة الرياضة هما العاملان الأساسين للتمتع بجسم رشيق خالي من الأمراض . شهادات نساء كادت حياتهن أن تتحول إلى ثمن للرشاقة أكدت "سميرة" التي تدرس بالجامعة أن نظرة الناس إليها و السخرية منها بسبب وزنها الزائد جعلها تتبع حمية قاسية ، فصارت لا تأكل طوال اليوم سوى تفاحة أو بعض السلطة ، و هو ما جعلها تحس بالدوار و الفشل في أطرافها ، ما أوصلها للمستشفى و كادت أن تفقد حياتها بسبب حرمان جسمها من العناصر الغذائية الضرورية بسبب إصابتها بمرض فقر الدم ، و بذلك كادت أن تدفع حياتها ثمنا لإرضاء نظرة الناس . قصة "أمينة" لا تختلف كثيرا عن الأولى سوى أنها كانت مهتمة بالموضة و مهوسة بها ، لهذا تجدها مضطرة للحفاظ على القوام الرشيق كونها تعمل سكرتيرة بإحدى الشركات المهمة ، و هو الأمر الذي جعلها تتناول أقراصا للتخلص من الوزن الزائد و الحفاظ على الرشاقة التي تراها ضرورية في منصبها هذا ، و لكن هذا الأمر أدخلها عالم أمراض أخرى ناتجة عن المضاعفات التي خلفتها تلك الأقراص على صحتها ، و هو ما جعل صحتها تتدهور و تسوء ، و أكدت لنا أنها فهمت كثيرا معنى أن يكون الجسم سليما من كل الأمراض قبل كل شيء ، و من ثم لا تهم أمامه كل الأمور و بالخصوص نظرة الغير ، فالمسألة هي الرضا عن الذات و تقبل أنفسنا كما نحن و الأهم هو جمال الروح الذي لا يموت إلا بموت الإنسان. أنيسة.ب