في جو مهيب ضاقت به مقبرة زدك ببن عكنون أعالي العاصمة، ودع أمس كبار ضباط المؤسسة العسكرية، وزراء وإطارات الدولة والمؤسسات الدستورية الراحل الفريق محمد العماري، رئيس قيادة الأركان بالجيش الشعبي الوطني خلال سنوات 1993/2004 في جنازة رسمية وسط إجراءات أمنية مشددة. وصل جثمان الفريق محمد العماري، رئيس قيادة أركان المؤسسة العسكرية سابقا، الى مقبرة بن عكنون في حدود الساعة الثانية زوالا، في نعش مرصع بالراية الوطنية وسط حشود الآلاف من المشيعين الى جانب عائلة العماري الذي كان التأثر باديا عليها للرحيل المفاجئ للأب العماري، وتقدم الموكب الوزير المنتدب المكلف بالدفاع الوطني، اللواء عبد المالك قنايزية ورئيس قيادة الأركان، الفريق قايد صالح. وجاء لتوديع الفريق محمد العماري إطارات وضباط سامون في الجيش الشعبي الوطني منهم المتقاعدون الذين كانوا في الواجهة خلال مرحلة التسعينيات التي تقلد فيها الفقيد محمد العماري مسؤوليات سامية بالجيش، ومن هذه الوجوه العسكرية وزير الدفاع الأسبق، اللواء خالد نزار، والجنرال محمد تواتي واللواء ساسي، كما حضر من المؤسسة العسكرية الأمين العام لوزارة الدفاع ورؤساء المصالح وقائدي النواحي العسكرية وضباط القطاعات العملياتية، واللواء عبد الغني هامل، مدير الأمن الوطني الى جانب اللواء بوسطيلة، قائد سلاح الدرك الوطني وكذا العقيد مصطفى لهبيري، وعدد كبير من وجوه الأسرة الثورية كالسعيد عبادو. وكانت مقبرة زدك امتلأت عن آخرها في حدود منتصف النهار مع جعل مؤطري الجنازة تحت تنظيم محكم لوزارة الدفاع الوطني وأسلاكها الأمنية يغلقون أبواب المقبرة في حدود الواحدة زوالا، وكان أول الوافدين إلى المقبرة الوزير الأول أحمد أويحيى، تبعه بعد ذلك جميع وزراء الجهاز التنفيذي ورؤساء المؤسسات الدستورية، ممثلين في بوعلام بسايح عبد القادر بن صالح وعبد العزيز زياري، كما حضر مراسم تشييع الفريق العماري أحد أبرز وجوه المؤسسة العسكرية في العشرية الأخيرة الآلاف من المواطنين باختلاف الشرائح الاجتماعية منهم ضحايا ومقاومي الإرهاب لاسيما وأن الفقيد كان أحد أبرز الوجوه السامية بالجيش التي أنشأت قوة أمنية لمكافحة الإرهاب الذي كان يضرب بالجزائر منتصف التسعينيات. وقد أدت فرقية شرفية خاصة من وزارة الدفاع الوطني التحية العسكرية على شرف روح الفقيد الفريق محمد العماري الذي وافته المنية أمس الأول إثر سكتة قلبية بولاية بسكرة عن عمر ناهز 73 سنة.