في أجواء جنائزية مهيبة، حضرها كبار قادة الجيش، ووري جثمان الفريق محمد العماري الثرى، أمس، بمقبرة بن عكنون في أعالي العاصمة، بحضور عدد كبير من المسؤولين العسكريين والأمنيين والسياسيين. أقامت السلطات جنازة ''رسمية'' للفريق محمد العماري، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي السابق، فأغلق الشارع المحاذي لمقبرة بن عكنون، وقبالة مدخلها اصطفت فرقة للحرس الجمهوري أدت التحية العسكرية لجثمان الراحل، فور وصولها على متن سيارة إسعاف، كانت تقودها فرقة دراجين من الشرطة وعدد كبير من السيارات المدنية على متنها عسكريون وأمنيون. واصطف عدد كبير من المواطنين قبالة المقبرة، ووقف بينهم عدد من الوزراء ممن لم يتمكنوا من ولوج باب المقبرة، وقد منعت الصحافة من حضور مراسم الجنازة. وحاول مسؤولون أمنيون تفسير ذلك بضيق المكان، حيث تجمع في الداخل عشرات القادة العسكريين الحاليين والسابقين وعدد من الوزراء ومسؤولي الأحزاب السياسية، وأفراد من عائلة الفقيد وأبناؤه. واستبق الفريق محمد مدين (توفيق) مدير دائرة الاستعلام والأمن، الكثير من المسؤولين العسكريين في دخول المقبرة، وكذلك اللواء المتقاعد ووزير الدفاع الأسبق، خالد نزار، واللواء المتقاعد محمد تواتي، ومسؤولين كبار في مصلحة الأمن الداخلي، كما حضر الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، باكرا إلى المقبرة، ووصل معه اللواء عبد المالك فنايزية، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، ووزير الداخلية السابق، نائب الوزير الأول، نور الدين يزيد زرهوني، وقبل الجميع دخل السعيد بوتفليقة، الشقيق الأصغر للرئيس بوتفليقة، المقبرة. وحل على المقبرة، تباعا، الوزير الأول أحمد أويحيى، ورئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، ثم وصل رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، ورئيس الحكومة الأسبق، رضا مالك، ومصطفى لهبيري، المدير العام للحماية المدنية، واللواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني، والوزراء عبد المالك سلال ونور الدين موسى وأبو بكر بن بوزيد ومحمد خنافو ويوسف يوسفي. في حدود الثانية زوالا، اضطربت حركة رجال الشرطة خارج المقبرة ملوحين بوصول الجثمان، وقد أطل أسفل الشارع موكب جنائزي كبير، تقدمته دراجات نارية للشرطة وعدد كبير من السيارات المدنية والعسكرية. وأنزل الجثمان عند باب المقبرة، وأدت فرقة الحرس الجمهوري التحية الرسمية، ونقل الجثمان إلى داخل المقبرة، ثم أغلقت الأبواب مرة ثانية، فلم يتمكن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، من الدخول وظل مع عامة الناس خارجا، وكذلك وزير الاتصال ناصر مهل، وحتى بعض القادة العسكريين الذين جاؤوا في زي مدني دون حراسة خاصة. ولم تخل الجنازة من ألوان حزبية، بوجود رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، وقياديين في جبهة التحرير الوطني، مثل عبد الحميد سي عفيف والعياشي دعدوعة، ومن التجمع الوطني الديمقراطي برز عبد القادر مالكي وأحمد بوبريق، وشاركت وجوه نقابية بحضور عبد المجيد سيدي السعيد، ومن الجمعيات شارك الطيب الهواري، وشخصيات ثورية تقدمها السعيد عبادو، الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين. وقرأ الكلمة التأبينية العميد بوعلام ماضي، مدير الاتصال والإعلام والتوجيه لدى وزارة الدفاع الوطني، وعزا الحاضرون أفراد عائلة العماري وأبناءه ثم غادروا، فخرج وزير الدفاع الأسبق، اللواء خالد نزار، حزينا، ثم خرج الفريق محمد مدين أيضا شاحب الوجه وتمشى بضعة أمتار خارج المقبرة أمام عموم الناس وغادر في سيارته، وتبعه رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح وباقي المسؤولين، قبل أن يفسح المجال للحاضرين لدخول المقبرة لتعزية أفراد العائلة.