قررت التنسيقية الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، تصعيد لهجة احتجاجاتها في الأيام القليلة القادمة، بعد أن “أغلق وزير التربية باب الحوار”، وواجه احتجاجاتهم “بالصمت والتعتيم”، معلنة عن الدخول في إضراب عن الطعام يشرع فيه 130 عامل في القطاع. وجاء قرار التصعيد في اجتماع لمكتب التنسيقية الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، الذي انعقد أول أمس بمقر النقابة الوطنية لعمال التربية، حيث تدارسوا خلاله الوضع النقابي، ووضعية موظفي الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وتعامل وزارة التربية معهم. وفي هذا الإطار، سجل الحاضرون - حسب ما نقله رئيس التنسيقية نجيب بن مدور - إعلانهم للرأي العام ولكافة القواعد العمالية أنّه “بعد الوقوف على كل المساعي المشروعة التي قامت بها التنسيقية الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين من أجل فك الحصار عن حق منخرطيها في تحسين ظروفهم المادية والمعنوية، والتي لم تلق أيّ تجاوب من طرف إدارة وزير التربية، التي أغلقت باب الحوار ومواجهتها للحركات الاحتجاجية الواسعة بالصمت والتعتيم”. كما سجلوا احتجاجهم القويّ على “الخروقات” القانونية من طرف الوزارة الوصية، منها القانون 90-02 المؤرخ في10 رجب 1410ه الموافق ل06 فيفري 1990 المتعلق بالوقاية من النزاعات الجماعية في العمل وتسويتها وممارسة حق الإضراب (صفحة 231)، وكذا القانون 90-14 المؤرخ في 09 ذي القعدة 1410ه الموافق ل 02 يونيو1990 يتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي (صفحة 764) لاسيما المادة 51 منه. وبعد نقاش للنتائج السلبية التي جاءت بها الحركات الاحتجاجية التي دعت إليها التنسيقية، والتي عرفت “مضايقات وتهديدات من طرف مدراء المؤسسات التربوية ومدراء التربية والولاة في محاولة منهم لإجهاض هذه الحركات وجهت التنسيقية إنذارا للوصاية”، ودعتها إلى استخلاص العبر من الإضرابات السابقة وحملها كامل المسؤولية من الحركات الاحتجاجية اللاحقة، وما يترتب عنها من عرقلة السير العادي للمؤسسات التربوية. وأكدت التنسيقية تنفيذ المرحلة الرابعة من برنامجها الاحتجاجي في الأيام القادمة، موضحة أن تأجيلها مرتبط بتحسن أحوال الجو، نظرا لعدم تمكن المنسقين الولائيين (تيزي وزو - جيجل - برج بوعرريج - المدية - البيض - سعيدة - ميلة - البويرة - باتنة - الجلفة - عنابة - بشار - تيارت...) المشاركة في الاجتماع، لاستمرار سوء الأحوال الجوية الذي تشهده البلاد، والذي أجبر العديد من التلاميذ والعمال عدم الالتحاق بمؤسساتهم التربوية. ودعت التنسيقية القواعد العمالية إلى امتلاك الإرادة المشتركة لمواجهة التحديات والاستعداد للمرحلة النضالية (اعتصامات، إضرابات عن العمل، إضرابات عن الطعام). وقبل ذلك ناشدت رئاسة الحكومة إيلاء الأهمية للأزمة المهنية والاجتماعية لفئة الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين بقطاع التربية، ومعالجة “الاختلالات” التي تعتريها وعلى رأسها تحسين الظروف المادية والمهنية والاجتماعية، حفاظا على توازنات المجتمع الجزائري.