أشار جون بيار شوفانمون، خلال الندوة الصحفية التي نشطها بقصر الإمامة بتلمسان، على هامش الملتقى الدولي "الأمير.. رجل لكل الأزمنة"، الذي يختتم فعالياته بعد غد، إلى العلاقات الجزائرية - الفرنسية التي يطبعها التوتر بخصوص اعتراف فرنسا بجرائمها المرتكبة في حق الشعب الجزائري، مؤكدا أن الاعتراف خطوة هامة لإعادة وصل ما قطعته فترة الاستعمار، كما أقر بأن الأمير عبد القادر شخصية لا تضاهى حتى في التاريخ الفرنسي. وقال إن اعتذار فرنسا عن جرائمها مسألة يحكمها الضمير بالدرجة الأولى، معتبرا الاعتذار إضافة إيجابية للعلاقات الجزائرية - الفرنسية، خاصة وأن ما عانى منه الشعب الجزائري طيلة الفترة الاستعمارية بقي محفورا في الذاكرة الجماعية للأمة الجزائرية. واعترف وزير الدفاع الفرنسي الأسبق أن الأمير عبد القادر جمع العديد من المميزات التي يعتبر نادرا اجتماعها لدى الشخص الواحد حتى في التاريخ الفرنسي، الذي لا يحتكم على رجل بعبقرية الأمير عبد القادر، وأضاف أن الجزائر يجب أن تفتخر بكون الأمير ابنا لها لأنه شخصية تستحق أن تكون قيادية، تنظيمية من طراز عال، وقال "الأمير فخر للإنسانية جمعاء". كما لم يخف شوفانمون انبهار فرنسا بمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة وعلى رأسها نابليون الثالث. وأضاف أن الأمير عبد القادر رجل راسخ في التاريخ بمذهبه التصوفي وحكمته القيادية التي أبهرت فرنسا، ورغم انشغاله بالحرب، إلا أن ذلك لم يمنعه من الاهتمام بالحداثة، وحتى بتواجده في فرنسا لم يضيع وقته، بل انفتح على العديد من المعارف. من جهة أخرى، قال الوزير إنه يأمل أن تقدم انتخابات ماي الجديد للجزائر كما ينتظر أن تفتح انتخابات فرنسا القادمة صفحة جديدة أمام الشعب الفرنسي، وأمام العلاقات الجزائرية الفرنسية خاصة وأن فرنسا بادرت إلى إرجاع الأرشيف الجزائري وسيعود هذا الحق للجزائر يوما ما.