احتضنت دار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، أمس، فعاليات العرض الذي يدوم إلى غاية اليوم والخاص بالأفلام الوثائقية الوطنية التي أنتجتها كلية التراث اللامادي، بإشراف من وزارة الثقافة، في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية.. ونظم في هذا الإطار عرض عملين وثائقيين يتعلقان ب”الموسيقى الأندلسية وفن الحوزي”، وهو الشعار الذي حمله هذا الحدث الثقافي، حيث كان الموعد مساء أمس مع العرض الشرفي الأول الفيلم الوثائقي الموسوم ب”من منابع الحوزي” للمخرج سليم بن قادي والكاتب نصر الدين بغدادي، إذ يروي الفيلم خلال 95 دقيقة عهد الدولة العثمانية بمدينة تلمسان التي كانت تحت سيطرة السلطة الانكشارية، وطيلة مختلف مجريات الأحداث يتبين أنها كانت خير خلف للموسيقى العربية والأندلسية، حيث عملت على تطويرها وإدخال إضافات حديثة عليها، حيث ظهر نوع جديد من الموسيقى الشعرية وهو طابع الحوزي المستوحى من أشكال الموسيقى الكلاسيكية وإيقاعاتها، ليقدم مثالا عن شخصية بن صالحة بومدين، واحد من ألمع الشعراء في الحوزي الذي تغنى بالنساء والجمال، ليسجن لهذا السبب بأمر من باي وهران، لكنه استطاع أن يعبر عن حريته في قصائد شعرية من خلال معالجته لحالة الأسير والسجان، أملا في استعادة ما سلب منه. فيما يكون عشاق السينما الوثائقية أمسية اليوم على موعد مع العرض الثاني للفيلم الذي أخرجه لطفي بوشوشي، وألفته الكاتبة ماية سعيداني الحامل لعنوان ”الموسيقى المسماة بالأندلسية وآلاتها المفضلة”، حيث يتناول العمل في حوالي 52 دقيقة التطور الحاصل في هذا المجال منذ البدايات الأولى للأركسترا التقليدية الخاصة بما يسمى الموسيقى الأندلسية، والتي تهدف إلى تطوير هذا الفن وإثرائه بآلات الموسيقى المختلفة، سواء الغربية أو الشرقية، كما عرف هذا التحول جانبا مهما مس عديد الأدوات التقليدية والبسيطة على غرار الرباب، القويترة، العود العربي، من أجل إبراز دورها التجديدي وكذا إثبات حضورها الدائم في الفن الأندلسي لفترات طويلة.