في حصيلة جديدة للتصعيد الإسرائيلي على غزة، لن تكون الأخيرة بحسب تصريحات كبار المسؤوليين في الكيان الإسرائيلي، استشهد أمس فتى يبلغ من العمر 15 في قصف جوي للطائرات الإسرائيلية التي لا تزال تتفنن في العبث بأرواح الفلسطينيين في قطاع غزة، ليرتفع ذلك سقط الشهداء خلال أربع أيام إلى 20 شهيدا. ويستمر العدوان الإسرائلي على فلسطين منذ خمسين عام على اندلاع أول انتفاضية عربية فلسطينية ضد الكيان الكهيوني، وسط تجاهل دولي وصمت عربي وعجز داخلي للرد على آلية القمع الإسرائيلية التي تصنف دوليا واحدة من أقوى آليات القمع الدولية التي تقهر واحد من أضعف شعوب العالم. في سلسلة غارات جوية جديدة، شنتها الطائرات الإسرائيلية على قطاع غزة، سقط أربع شهداء فلسطينيين لا يتجاوز أعمارهم ال25 سنة، ونقلت وكالة ”معا” الفلسطينية عن الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ: ”أن الاحتلال قصف منزلين شمال القطاع، ما أدى إلى إصابة 33 مواطنا معظمهم من النساء والأطفال”. كما أوضحت الوكالة أن العودان الإسرائيلي يواصل عمليات اعتقال الأطفال والنساء في غزة، وأشارت إلى أن قوات الاحتلال قامت فجر أمس باعتقال ثلاثة أطفال في بلدة بيت أمر شمال الخليل، واقتادتهم إلى جهة مجهولة. ويذرع الكيان الإسرائيلي بأن الفصائل الفلسطينية تقوم ضده عبر إطلاق الصورايخ، وهو ما يعطيه الحق للقيام بعلميات ”وحشية” ضد قطاع غزة ردا على تلك الصورايخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية ضد البلدات الإسرائيلية، وقال البريجادير يوؤف مردخاي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية على استعداد تام للقيام بعملية عسكرية برية في قطاع غزة من أجل وقف صواريخ المقاومة، ونقل ”راديو إسرائيل ” عن المتحدث قوله: ”الجيش الإسرائيلي مستعد للقيام بعملية عسكرية برية في قطاع غزة في حال استمرار التصعيد من قبل الجماعات الفلسطينية، وتهديد أمن سكان جنوب البلاد”. وأضاف: ”لقد أجهزت قوات الجيش على 20 فلسطينيا في عمليات قصف دقيقة وبناء على معلومات استخبارية دقيقة”. هذا وجاءت تحذيرات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لخلط أوراق الأزمة وذلك بعدما قيام إسرائيل بالتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد الفلسطينيين لما اعتبرته تقصيرا في الرد الدولي على إطلاق الصواريخ من غزة، داعية إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحمايتها مما أسمته اعتداء فلسطيني على إسرائيل. وبالنظر إلى الجانب الفلسطيني نرى أن الأحداث الأخيرة زادت من حجم الانقسام الفلسطيني بين مختلف الفصائل، حول طبيعة المواجهة، فبينا وجدت حركة حماس أن التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي عبر إطلاق الصورايخ يجب أن يتوقف، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عزمها إطلاق المزيد من الصواريخ نوع جراد ضد المواقع العسكرية الإسرائيلية شرق دير البلح، وأشارت إلى أنها ستواصل قصف الكيان الإسرائيلي وذلك انتقاما لاغتيال إسرائيل للقائد الفلسطيني زهير القيسي، ومقتل العشرات من الشباب الفلسطينيين، بدوره، أدان محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية أدان على لسان الناطق باسمه نبيل أبو ردينة المجزرة والجرائم التي ترتكب في قطاع غزة على يد قوات الاحتلال، مطالباً المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته للجم الاحتلال ووقف هذه الاعتداءات.