أجرى جيفري انغلاند، رئيس المعهد الوطني الديمقراطي في المغرب، مباشرة بعد وصول بعثته إلى الجزائر بيوم واحد، محادثات مع قيادات من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية حول الوضع السياسي قبيل إجراء الانتخابات التشريعية، وهو موضوع المهمة التي جاء لأجلها المعهد الأمريكي إلى الجزائر. وأفاد الأرسيدي في تقرير إخباري على موقعه الالكتروني أن جيفري انغلاند تناقش مع رئيس الحزب، محسن بلعباس، في حضور كل من ليلى حاج أعراب، فطة سادات، محمد خندق، حكيم صاهب، حسان مزود، رضا بودراعة، وهم الأمناء الوطنيون للحزب، ودار النقاش وفق ذات المصدر حول التحضيرات الخاصة بالانتخابات التشريعية المقبلة، إذ أبرزت القيادات المذكورة أن الأرسيدي “كان القوة السياسية الوحيدة التي طالبت بحضور عدد كبير من الملاحظين الدوليين المؤهلين”، كما شرح مسؤولو الحزب لرئيس المعهد الوطني الديمقراطي أسباب مقاطعة الارسيدي للموعد الانتخابي، مشددين “على غياب الإرادة الحقيقية للنظام من أجل تنظيم انتخابات حرة وشفافة، فضلا عن القيود المرتبطة بظروف سير العملية الانتخابية التي تظل غير محايدة بما أن السجل الانتخابي لم يعالج”. وأبلغ الارسيدي ممثل هذه المنظمة غير الحكومية أن الانتخابات البرلمانية ستكرس الوضع الراهن وتنذر باضطرابات اجتماعية وسياسية ومؤسساتية. ومعروف أن المعهد الوطني الديمقراطي يقوم بالاستماع إلى الأحزاب وكل الفعاليات السياسية وحتى الحكومات في الدول ذات التجارب الديمقراطية الحديثة، أو في الدول التي تسعى إلى تغيير أنماط حكمها وطبائع أنظمتها السياسية، وكان الارسدي من أول الأحزاب الجزائرية التي تقربت منه مباشرة بعد وصول بعثته إلى الجزائر، لينقل له تقييمه للوضع السياسي في الجزائر بالصورة التي تناسب موقف الحزب المعارض للانتخابات والنظام القائم.