تميز اليوم الأول من الحملة الانتخابية للتشريعيات المقبلة ببرودة الإقبال الجماهيري الذي صاحبته برودة الطقس أمس، واختار معظم قادة الأحزاب السياسية منطقة الوسط باستثناء بلخادم وأويحيى اللذين فضلا أقصى الجنوب، إلى جانب منطقة الغرب لتواتي وحنون، وموازاة مع ذلك لم تستكمل أغلبية الأحزاب تحضيراتها التقنية للحملة الانتخابية باستثناء التكتل الإسلامي وجبهة التحرير الوطني وهو ما رصدته “الفجر” في شوارع العاصمة. لم تكن انطلاقة الحملة الانتخابية للسباق نحو المجلس الشعبي الوطني المقرر في 10 ماي المقبل، بحماسية كما توقعته غالبية الأحزاب السياسية وعددها 44 حزبا دخلت المنافسة، وإن كانت غالبيتها فضلت تدشين الحملة التسويقية لاستقطاب الهيئة الناخبة من منطقة الوسط، وينطبق الأمر على رهان التكتل الأخضر الذي يضم الحركات الإسلامية ممثلة في حمس، الإصلاح والنهضة؛ حيث قام مرشح الإسلاميين بالعاصمة وزير الأشغال العمومية بتدشين حملته الانتخابية من بلدية بئر توتة وبالمقهى الذي يتردد عليها صباح كل زيارة وزارية، وهو الأمر نفسه مع رئيس حزب الحرية والعدالة محمد السعيد الذي دشنها بحملة تحسيسية بمقر الحزب بالعاصمة، كما فضل القيام بجولة ميدانية في اليوم الثاني من عمر الحملة الانتخابية بالعاصمة أيضا، وكذلك الأمر بالنسبة للشيخ عبد الله جاب الله رئيس حزب العدالة والتنمية. وغير بعيد عن العاصمة اختارت جبهة التغيير ولاية البليدة وتحديدا منزل الشيخ محفوظ نحناح في محاولة لاستقطاب أكثر قدر من أتباع الإخوان بالجزائر ومنافسة أنصار حركة مجتمع السلم التي تتبنى رمزية الراحل نحناح هي الأخرى. فيما اختار رئيس حزب جبهة العدالة الاجتماعية خالد بونجمة ولاية تيبازة في أول خرجة لحملته الانتخابية لتشريعيات 10 ماي المقبل، واختارت جبهة القوى الاشتراكية تخصيص اليوم الأول لحملات تحسيسية عبر كل الولايات التي دخلت فيها المعترك الانتخابي وهو ما أفاد به مسؤول الإعلام بالحزب شافع بوعيش ل”الفجر”. وبعيدا عن العاصمة اختار الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، الذي يمر بأحلك مرحلة منذ توليه أمانة الحزب العتيد في 2005 منطقة الجنوب الكبير ب6 ولايات، منها تمنراست وإيليزي، وكذلك الأمر بالنسبة لغريمه الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى الذي فضل النعامة وبشار بجنوب البلاد، فيما أعطت الأمينة العامة لحزب العمال إشارة سباق التشريعيات من مدينة تلمسان غرب الوطن، وعين تموشنت بالنسبة لرئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، وعلي بوخزنة من ولاية غليزان. واتسم اليوم الأول من الحملة الانتخابية للتشريعيات المقبلة بالبرودة، حيث ميزه ضعف الإقبال الجماهيري، وقد يكون وراء ذلك تشابه البرامج سواء بين الأحزاب فيما بينها سواء كانت تقليدية أو جديدة وواكبت حركة الانفتاح السياسي مع موجة الإصلاحات السياسية والتشريعية التي باشرتها الجزائر منذ سنة، أو تشابه الخطابات التي قدمتها الأحزاب التقليدية في سباق برلمان 2007 بوعود لم تحقق منها شيئا ويقصد بذلك خطابات ذات صلة بمشاريع الشباب والمرأة. موازة مع ذلك لم تسكتمل غالبية الأحزاب تحضيراتها التقنية لحملتها الانتخابية، حيث لم تقم هذه التشكيلات بالإشهار لمرشحيها عبر الملصقات على اللافتات المخصصة لذلك، باستثناء جبهة التحرير الوطني والتكتل الأخضر الإسلامي وهو ما رصدته “الفجر” أمس عبر مختلف شوارع وبلديات العاصمة، رغم ما تمثله العاصمة من أهمية للظفر بكرسي رئاسة المجلس الشعبي الوطني للحزب الفائز بأغلبية الأصوات. وقد تكون برودة طقس اليوم الأول من الحملة الانتخابية استراتيجية تعمدت فيها بعض الأحزاب عدم الكشف عن جميع أوراقها في اليوم الأول وهو ما أسرت بالبعض منه في حديث ل”الفجر”. رشيد. ح أويحيى يدعو إلى التماسك الوطني من بشار والنعامة قال أويحيى لدى تنشيطه أمس لتجمع شعبي بمناسبة الانطلاقة الرسمية للحملة الانتخابية لتشريعيات 10 ماي القادم لحزبه انطلاقا من ولاية بشار ثم النعامة: “لقد وضع الحزب هذه الحملة الانتخابية تحت شعار “جميعا لنكرس التماسك الوطني ونبني مستقبلا مشتركا مزدهرا من أجل بناء مستقبل وطني راق”. وبعد أن أكد أويحيى أن الأرندي “يمد يده لكافة الجزائريين من أجل العمل سويا للحفاظ على جزائر موحدة في ترابها وشعبها” أوضح أنه “في هذه السنة لخمسينية الاستقلال الوطني فإن حزبنا السياسي وكما هو الشأن بالنسبة لجميع المواطنين الجزائريين يشيد بقوة بالثمن الباهظ الذي دفعه الشعب من أجل استرجاع حريته وسيادته” ثم تابع “لا يمكن التأخر في تقديم أي جهد من أجل الحفاظ على الاستقلال والوحدة الوطنية”. وبعد أن أعرب عن أمله في أن تخرج تشكيلته السياسية “فائزة” في الانتخابات التشريعية القادمة، أوضح الأمين العام للأرندي أن حزبه “سيواصل في حال فوزه مسيرته من أجل بناء جزائر قوية وموحدة والتي سيمارس فيها المواطنون حقوقهم وواجباتهم من أجل مواصلة جهود تنمية الوطن”. مالك رداد عمارة بن يونس من ميلة: “أحزاب السلطة والمعارضة فشلت وعليها الرحيل” ^ قال أمين عام الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، نهار أمس، خلال تجمع شعبي بميلة، إن أحزاب السلطة والمعارضة على حد سواء فشلت في تلبية طموحات الشعب الجزائري في حياة أفضل وتوفير السكن والعمل لآلاف الشباب الذين فقدوا الأمل في حكومات فاشلة ومعارضة لم تفعل شيئا لتغيير الوضع الراهن للبلاد الذي وصفه بالمأساوي عكس ما تروج له أحزاب التحالف الرئاسي من أن كل شيء بخير في الجزائر. وطالب عمارة بن يونس بإقحام الشباب والمرأة في المعترك السياسي وعدم ترك الساحة للانتهازيين والمزورين كما وصفهم وطالب بنخبة سياسية جديدة تقود الإصلاحات في البلاد وأعرب عن دعمه للورقة الانتخابية الوحيدة التي تشمل رئيس القائمة المرشح عن كل حزب، مقللا من أهمية حدوث تزوير خلال العاشر من ماي القادم من قبل من اسماهم بطيور الليل وانتقد إقحام المؤسسة العسكرية في قضية ال 20 ألف مسجل من أفراد الجيش. بالمقابل، لم ينس بن يونس الإشادة بالرئيس بوتفليقة الذي حقق الكثير من الانجازات للبلاد معتبرا إياه الأب الروحي لشباب الجزائر. محمد. ب سلطاني يؤكد من سطيف على نزاهة الاستحقاقات المقبلة ^ أكد أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، عشية أول أمس بسطيف، للمواطنين نزاهة الاستحقاقات المقبلة، حيث ضرب بذلك مثال الشيخ محفوظ نحناح الذي قال ذات يوم بأننا سندخل صناديق الاقتراع وليس عليها الحلاقين و المزورين و لا أصحاب “الشكارة” وهو الزمن الذي آن أوانه، حسب المتحدث، الذي دعا خلال تجمع شعبي لمناضلي تكتل الجزائر الخضراء ببلدية بوعنداس الشباب إلى ضرورة المشاركة القوية الفعالة ومحاربة ما أسماه أصحاب “السنارة، الشكارة والبقارة” الذين يعملون على شراء أصوات الناخبين بأبخس الأثمان، لذلك يعتبر أن الحملة الانتخابية قد مل منها الجزائريون وكل الأمور بينة، لذلك تبقى فقط كلمة الشعب التي ستكون المفصل في القضية إن هو استغل الفرصة، للقيام بالتغيير المرجو عبر التوجه إلى صناديق الاقتراع وفتح صفحة جديدة في مستقبل البلاد التي سيتم من خلالها تحديد مشروع المجتمع. سفيان خرفي محجوبي ترافع من سوق أهراس لإنشاء وزارة خاصة بولايات الحدود ^ دعت، أمس، شلبية محجوبي، رئيسة حركة الشبيبة والديمقراطية، إلى إنشاء وزارة خاصة بولايات الشريط الحدودي، باعتبارها تعاني من التهميش واللامبالاة من طرف السلطات المركزية، وتكمن مهمة الوزارة هذه في إرساء التنمية المحلية بهذه المناطق الحدودية لأجل تثبيت السكان في أماكنهم والدفع بوتيرة التنمية للالتحاق بركب الولايات الأكثر تطورا مطالبة بإعطاء الولايات حرية كاملة في اتخاذ القرارات المصيرية سيما فيما يتعلق بميادين التنمية المحلية والمشاريع المستحدثة، معتبرة ألا مركزية القرارات هي الحل الأمثل لتقريب المواطن من إدارته من دون انتظار إصدارها من العاصمة، كما دعت الشباب للمشاركة بقوة في انتخابات العاشر من ماي لإنجاح هذه الاستحقاقات لأنها تأتي كما قالت في ظروف حساسة. وعرضت شلبية محجوبي خلال تجمعها أمس بقاعة ميلود طاهري بسوق اهراس الخطوط العريضة لبرنامج حركتها الذي قالت إنه يهدف لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة تعتمد على تحرير البلاد من الاعتماد على ريع البترول والغاز. مقداد. م محمد السعيد يدشن حملته الانتخابية بالترحم على الشهداء خصص رئيس حزب الحرية والعدالة، محمد السعيد، اليوم الأول من حملته الانتخابية للترحم على أرواح الشهداء والتذكير بالمكاسب التي حققها المجاهدون خلال حربهم ضد الاستعمار الفرنسي. وانطلق محمد السعيد رفقة أعضاء من الحزب ومنتخبي حزبه بالعاصمة إلى إحياء العاصمة، حيث جابوا شارع ديدوش مراد وساحة البريد المركزي ومناطق أخرى بالجزائر الوسطى، أين التقوا الشباب وشرحوا لهم البرنامج الانتخابي للحزب، مؤكدين على أهمية مشاركة المواطنين في الانتخابات القادمة وعدم مقاطعتها من أجل تحقيق التغيير واختيار ممثليهم في المجلس الشعبي الوطني القادم. ثم تنقل محمد السعيد ومرشحو العاصمة ومناضلو الحزب نحو مقبرة العالية، أين ترحموا على أرواح الشهداء وليعودوا بعد ذلك إلى بلدية بن عكنون أين جابوا مقبرة زدك التي يوجد بها العديد من الشهداء والشخصيات الثورية. والملاحظ في اليوم الأول من حملة حزب الحرية والعدالة، هو قلة الإمكانيات التي كانت ظاهرة للعيان، حيث لم يستطع المترشحون حتى تأمين سيارات نقل الصحافيين من أجل مرافقتهم في تنقلاتهم في اليوم الأول من الحملة الانتخابية، الأمر الذي استاء له الإعلاميون ووجدوا أنفسهم يعودون أدراجهم بعد أن تعذر عنهم تأمين سيارات نقل خاصة بهم لأنهم لم يتوقعوا حدوث ذلك. شريفة.ع بوخزنة يتحدث من غليزان عن الفساد المستشري في الإدارة ^ أكد رئيس حركة الوفاق الوطني، في تجمع شعبي له بدار الثقافة أمس بولاية غليزان، أن الجزائر تعيش أزمة نفوس، وأن المحيط السياسي العام أصبح غير جذاب، محملا الإدارة مسؤولية الفساد الذي عشش في دواليبها وكان له الأثر الكارثي على يوميات المواطنين؛ حيث خلق حالة من الاحتقان والإحباط. أوضح الرجل الأول في حركة الوفاق الوطني، في كلمته التحليلية للواقع الراهن، أن الجزائر تعيش أزمة كبيرة، أوعزها إلى أزمة نفوس، وقال إن الحل يكمن في الانخراط في التصالح كبديل لسلسلة الحلول المتخذة التي يجب أن تستمر. ولم يخف ذات المسؤول تعفن المحيط؛ حيث أصبح غير جذاب لممارسة النشاط السياسي، وعرج على السجال القائم في الضفة الأخرى حيث كشف بأن المترشحين لرئاسيات فرنسا يسعون إلى تحقيق مصالح انتخابية على حساب الجزائر و الجزائريين، وخاض في العهدة “البرلمانية الفائتة”، أين أكد بأنه كان للشعب برلمانيون نائمون وخارج تطلعات وطموح الشعب، حيث تجلى العجز والفشل في عملهم، وخاض في الدوامة التي تعرفها الساحة السياسية لبعض الوجوه حيث تتسم مهامهم بالدعاية والوشاية الكاذبة لدفع الناخبين الى العزوف عن الانتخابات، وخلص منشط التجمع إلى التأكيد على أن الدولة لا يمكن تسييرها بنمط تشغيل الشباب مقترحا برنامجا يبدو تحقيقه مستحيلا. بلفوضيل لزرق مناصرة “يشكو” للشيخ نحناح خوفه من التزوير ^ دشن رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، أمس، من ولاية البليدة حملته الانتخابية الخاصة بتشريعيات ماي المقبل، وذلك من عقر دار الشيخ محفوظ نحناح في مبادرة تعني الكثير حسب متتبعي الشأن الانتخابي بالولاية، وهو نفس ما علق عليه مناصرة ببداية تدخله بالقول إن التغيير الذي يرمي اليه حزبه سيبدأ من منزل الشيخ نحناح رحمه الله، ليكون “تغييرا نحو الحرية” بحسبه. حتى وإن كانت التشريعيات المقبلة محسومة لصالح التزوير الذي يرى أن معالمه بدت جلية منذ وهلة مرجعا الأمر إلى سياسة التحيز عبر وسائل الإعلام الثقيلة قاصدا منها وسائل الإعلام العمومية ورفض الجهات المعنية الأخذ باقتراح وضع صور المرشحين عبر قوائم الانتخاب أمام المواطنين لتفادي أي لبس قد يقع فيه هؤلاء، إضافة إلى ما اسماه تأخر الإدارة الوصية في منح اعتمادات الاحزاب الجديدة وتسيير مكاتب الاقتراع من قبل جهات تابعة لبعض الاحزاب وهي في ذات الوقت أطراف نافذة في الادارة التي يفترض بها أن تكون حيادية في مثل هذه المواعيد التي سيتقرر بموجبها مستقبل الجزائر، كما أشار مناصرة خلال تدخله أمام مناضلي حزبه ومؤيديه إلى سابقة تدخل أحد وزراء الحكومة الحالية عبر أثير الإذاعة الوطنية ودعوته المواطنين إلى عدم الإدلاء بأصواتهم لأحد التيارات السياسية وهو ما اعتبره الأمين العام لحركة جبهة التغيير خرقا صارخا للقانون وجب وضع حد له بكل السبل القانونية المتاحة معتبرا أيضا كل المؤشرات سالفة الذكر دليلا على عدم جاهزية الإدارة للعب دور حيادي في العملية الانتخابية المقبلة.