تقدم لوبان مؤشر على تذمر الفرنسيين من الوحدة الأوروبية وعدائهم للإسلام ربما يكون الناخبون الذين اختاروا اليمين المتطرف في انتخابات الرئاسة الفرنسية هم من يحددون الرئيس القادم لفرنسا، بعد حصول مارين لوبان المناهضة للمهاجرين والمسلمين على نتائج قياسية، ما أحدث هزة في السباق بين فرانسوا هولاند الاشتراكي الأوفر حظا، والرئيس الحالي نيكولا ساركوزي. فيما تشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن 48 إلى 60 بالمائة من ناخبي لوبان يعتزمون تأييد الرئيس المنتهية ولايته. أظهر التقدم الذي أحرزته لوبان تصاعد الشعبويين المتشككين في الوحدة الأوروبية والمناهضين للمؤسسات من أمستردام وفيينا إلى هلسنكي وأثينا، مع تزايد الغضب بسبب التقشف والبطالة والإنهاك الذي تسببه خطط إنقاذ الاقتصاد بسبب أزمة الديون الطاحنة في منطقة اليورو. وقالت لوبان (43 عاما) ابنة العضو السابق في القوات الأمنية ومؤسس الجبهة القومية جان ماري لوبان أمام أنصارها أمس الأول: ”لقد بدأت لتوها المعركة من أجل فرنسا... لن يعود أي شيء كما كان”. وذكرت لوبان أنها تريد أن تتخلى فرنسا عن عملة اليورو وأبدت أملها في أن تدخل الجبهة القومية البرلمان في جوان. وسيتعين على ساركوزي الذي لا يحظى بالشعبية وهو أول رئيس يشغل المركز الثاني في الجولة الأولى في سعيه لإعادة انتخابه، أن يحاول تحقيق توازن صعب لاجتذاب كل من اليمين المتطرف والناخبين المنتمين للوسط الذين يحتاج إليهم للفوز في جولة الإعادة في السادس من ماي. وبعد خمس سنوات من قيادة خامس أكبر اقتصاد في العالم، فمن الممكن أن يكون مصيره مشابها لعشرة زعماء آخرين في منطقة اليورو الذين أطيح بهم من مناصبهم منذ بداية الأزمة في أواخر عام 2009. وتعهد هولاند (57 عاما) الذي تظهر استطلاعات الرأي حصوله على ما بين 53 و56 في المئة من الأصوات في جولة الإعادة، بتغيير اتجاه أوروبا في حالة انتخابه والعمل على إحياء الاقتصاد من خلال تحقيق قدر أكبر من العدالة الاجتماعية. وقال لأنصاره في منطقة تول بجنوب غرب فرنسا ”واجبي الأخير.. وأنا أعلم أنني محط الأنظار من خارج حدودنا، هو إعادة أوروبا إلى مسار النمو وتوفير الوظائف”. ويقول محللون في الأسواق المالية أن أيا كان الذي سيفوز خلال أسبوعين عليه أن يفرض إجراءات تقشف أكثر صرامة مما اعترف به أي من المرشحين خلال الحملة الانتخابية مع خفض الإنفاق العام، وكذلك رفع الضرائب للحد من عجز الميزانية. وتجرى انتخابات برلمانية في جوان مما سيحدد أكثر طبيعة الحكومة الفرنسية المقبلة. واتخذ ساركوزي موقفا متحديا بعد الانتكاسة التي مني بها، محاولا خطب ود ناخبي لوبان من خلال التعهد بإحكام الرقابة على الحدود ووقف خروج المصانع من فرنسا وحفظ الأمن والنظام بدلا من التقرب إلى الوسطيين. وتظهر استطلاعات للرأي أجرتها ثلاث مؤسسات، الأحد، أن ما بين 48 و60 في المئة من ناخبي لوبان يعتزمون تأييد ساركوزي في جولة الإعادة.وفي حالة فوز هولاند لينضم إلى مجموعة صغيرة من الحكومات اليسارية في أوروبا، فإنه يعد بإعادة التفاوض حول معاهدة أوروبية لتنظيم الميزانية وقعها ساركوزي. ومن الممكن أن يكون هذا إيذانا بتوتر في العلاقات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي جعلت من المعاهدة شرطا لتقديم المزيد من المساعدة لدول منطقة اليورو المضطربة.