مع بداية العد التنازلي لدخول فصل الحرارة، برز في مختلف المؤسسات الإستشفائية بولاية الوادي مشكل عويص بات يثير مخاوف السكان، ويتعلق بنقص اللقاح الموجه للأطفال الرضع، الذين غالبا ما يحتاجون للقاحات عاجلة لتجنيبهم بعض الأمراض التي قد تتسرّب إليهم في بداية نموّهم الطبيعي، بعدما شحّت المراكز الصحية من الأمصال الموجهة لمحاربة بعض الأمراض الخطيرة المنتشرة في الوسط الطفولي بالمنطقة، على غرار بوحمرون والشلل والبوصفير، وغيرها من الأمراض المعدية. في هذا الصدد نقلت شريحة واسعة من الأولياء ل”لفجر”، مخاوف كبيرة تجاه المشكل الذي يتخبطون فيه، حيث يتنقلون بشكل يومي إلى المراكز الإستشفائية للظفر بلقاح لأبنائهم الصغار لكن دون جدوى، حيث تتمّ إجابتهم أن اللقاح غير متوفّر، أوأنه قليل ولا يكفي جميع الأطفال، ويتم تقديمه للأوائل في الصف والطابور الذي يتشكّل كل يوم قرب المصالح الصحية الخاصة بهذا الأمر. كما أن المشكل أرّق النساء والأمهات بشكل أكبر بحيث تشتكي العديد من الأمهات بعدة بلديات من الولاية، لاسيما بلديات البياضة، الوادي، الدبيلة، الرباح وحساني عبد الكريم، من النقص الفادح في لقاح الرضع البالغ سنهم بين ثلاثة إلى ثمانية عشرة شهرا بقاعات العلاج المتواجدة بتراب بلدياتهم. وعبرت العديد من النسوة عن تذمرهن وقلقهن الشديد حيال هذا المشكل، حيث أوضحن أنهن وعند زيارتهن قاعة العلاج ببلديتهن قصد تلقيح فلذات أكبادهن بهذا اللقاح الأساسي لضمان صحتهم وسلامتها من الأمراض، خاصة المعدية منها، يقابلون بالرفض من طرف العاملين على مستوى قاعة العلاج، مؤكدين إليهن أن اللقاح مفقود ولا يتوفر لديهم في المستوصف. وصرحت العديد من النسوة أن اللقاح متوفر لديهم وبالكم القليل، إلا أنهن لا يقدمنه إلى أي كان واصفين في الوقت ذاته عملية مد اللقاح للرضع عن طريق”المعريفة”، وهو ما زاد من تذمرهم كثيرا. وخلق هذا المشكل موجة قلق وحيرة في أوساط الأمهات والأولياء على حد سواء، ممن لم يجدوا حلا لهذا المشكل العويص الذي أربكهم وأدخل الرعب في نفوسهم نتيجة خوفهم على فلذة أكبادهم من الأمراض الخطيرة التي قد تتسلل إلى أجسادهم الضعيفة، خاصة أن المنطقة معروفة بمناخها الصعب وهوائها الملوث في كثير من الأحيان، ما يجعل تسرب وتسلل الأمراض أمر وارد قد يفتك بأرواح شريحة واسعة من الأطفال ما لم تتحرك السلطات الوصية لحل هذا المشكل والقضاء عليه في المهد من خلال توفير اللقاحات بالشكل المناسب والكافي لحماية شريحة الأطفال. وفي ردها على المشكل المذكور، أوضحت مصالح الصحة بالولاية أن المشكل خارج نطاقها، والنقص مرده إلى نقص الكمية الخاصة باللقاح الموجهة من قبل معهد باستور لولاية الوادي، والذي يتم تقسيمه بشكل عادل بين جميع المراكز الصحية بالولاية رغم قلته.