تشتكي العديد من الأسر والأمهات من عجزها عن تلقيح أطفالها الرضع خصوصا حديثي الولادة، بسبب نقص وندرة اللقاحات الخاصة بهذه الشريحة من الأطفال في مختلف المراكز والمؤسسات الاستشفائية الجوارية، وحتى بعض العيادات الخاصة في الجزائر العاصمة· المشهد نفسه يتكرر منذ ثلاثة أيام·· طوابير طويلة للنساء في العديد من العيادات العمومية على مستوى العاصمة من أجل تلقيح أطفالهن الرضع، الكثيرات منهن ينهضن باكرا قبيل فتح العيادات من أجل حجز مكان للظفر بحقنة من اللقاح الضروري، وهي الحيلة التي لجأت إليها الكثيرات ممن تحدثت إليهن ”البلاد”، مبديات تخوفهن من عدم الحصول على هذا اللقاح· كما كشفت مصادر طبية من المؤسسة الاستشفائية ببوشنافة ببلوزاد، أن العديد من الأطفال حديثي الولادة يعيشون دون تلقيح خلال هذه الأيام وهوما زاد من قلق الأسر وأدخلهم في دوامة البحث المتواصل إما في الصيدليات أو العيادات الخاصة· وقالت إحدى الأمهات في العيادة المتعددة الخدمات الجوارية بديار المحصول بالمدنية، في تصريح ل”البلاد” أمس، إن”العديد من الأطباء يؤجلون عملية التلقيح ويحيلوننا إلى المستشفيات الكبرى كمصطفى باشا الجامعي، أو بارني ب”حسين داي” أو إلى العيادات الخاصة كآخر حل لمشكل ندرة اللقاحات وخصوصا المتعلقة بالشهر الأول أو ثلاثة أشهر· وأضافت هذه السيدة أنها لجأت إلى عيادة ”دار السعادة” بالمدنية، إلا أن محاولتها باءت بالفشل حيث ردت عليها موظفة الاستقبال بالقول: ”ارجعي يوم الخميس أي اليوم لنؤكد لك توفر اللقاح من عدمه”، وهذا ما ضاعف من مخاوف الأم التي تعتبر حديثة بمثل هذه المشاكل خصوصا أنها متزوجة منذ سنة ونصف فقط ومخاوفها تضاعفت من احتمال إصابة رضيعها الصغير بأمراض قد تتسبب في وفاته· كما يتضح أن مشكلة ندرة اللقاحات الخاصة بالرضع هي مشكلة أصبحت تشكل صداعا مزمنا للكثير من الأولياء وخصوصا الأمهات، فالكثيرات يجدن أنفسهن مضطرات لزيارة العديد من المؤسسات الاستشفائية والعيادات الخاصة إن كانت إمكانياتهن المادية ميسورة، خصوصا بالنسبة للقاح للرضع ذوي شهر فقط، فيما يطمئن الأطباء هؤلاء النسوة بأنه سيتم توفير هذا اللقاح خلال الأيام المقبلة· ورغم تطمينات المختصين، إلا أن الكثيرات رفضن تصديق ذلك، على حد تعبيرهن، في إشارة إلى التماطل الكبير في توفيره، إلا أن الكثيرات اضطررن إلى قطع مسافات طويلة للبحث عن اللقاح في المؤسسات الاستشفائية بعدة بلديات في الجزائر العاصمة خوفا من إصابة أطفالهن بأمراض متعددة· من جهته، كشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مصطفى خياطي، أمس أنه بإمكان الجزائر وضع إستراتيجية للتموين باللقاحات الخاصة بالأطفال الرضع على مدى أربع سنوات قادمة حتى لا يكون هناك خلل بالإمداد باللقاحات أو النقص في التموين بها على مستوى العيادات والمستشفيات· واقترح خياطي، في تصريح صحفي ل”البلاد”، التزود بأكثر من 30 أو 40 مليون جرعة لتلك الفترة حتى لا يكون هناك خلل في التموين بهذه الأدوية الهامة والضرورية·