يعاني سكان قرية بحان، التابعة لبلدية عين روى غرب ولاية سطيف، من مشاكل كبيرة في جميع ميادين الحياة تقريبا، أثّرت بشكل كبير على حياة السكان الذين طالبوا السلطات المحلية بالتدخل بغية رفع الغبن عنهم، و انتشالهم من سياية التهميش المسلطة عليهم، لاسيما و انهم سئموا الحياة باصطدامهم بواقع مر، بعدما عانوا كثيرا من ويلات العشرية السوداء كون المنطقة عرفت أحداثا مؤلمة آناذاك، باعتبارها منطقة عبور من جبال بابور إلى حربيل. حسب حديث عدد من سكان القرية فإن هذه المشاكل ماثلة للعيان، ويأتي في مقدمتها الغبار الكثيف الناجم عن الطرقات المدمرة، وخصوصا مخلفات أشغال تهيئة الطريق الوطني رقم 75 في شطره الرابط بين قرية زواوة وعين روى، أين أضحت الشاحنات الناقلة للأتربة محل إزعاج وهاجس يهدد السكان نظرا لما تخلفه من غبار سبب في ظهور العديد من الأمراض كالحساسية والربو، وقد تدخلت مصالح الأشغال العمومية بمطالبة المقاولة المكلفة بالإنجاز بضرورة الإسراع في وتيرة الأشغال قصد الإنتهاء في أقرب الأجال، حيث أنه كان مقررا اتمام عملية الإنجاز قبل حلول فصل الصيف، لكن تعذر ذلك أمام موجة الثلوج الأخيرة التي عطلت المشروع، أما فيما يخص الطرق الفرعية فيمكن وصفها وكأنها "تعرضت لقصف الناتو" كما علق عليها أحد شباب المطقة في نكتة يتدفق منها بالغضب و الحسرة. وإذا كنا نتكلم عن الطرق، فإن معاناة الشباب تزداد أمام الغياب الكلي لختلف المرافق الترفيهية من ملاعب ودور شباب وفضاءات ثقافية وغيرها، ناهيك عن افتقار القرية لمرفق صحي لمعالجة المرضى ودفعهم للذهاب نحو القرى والأحياء المجاورة للتداوي رغم ما يخلفه هذا الأمر من مضار سلبية على المرضى، خاصة في الليل إذ يجد السكان أنفسهم في وضع صعب نتيجة عدم وجود خطوط نقل مناوبة تقوم بنقل مرضاهم نحو المستشفيات التي تبعد بعشرات الكيلومترات عن القرية. ويضاف إلى هذا كله مشكل آخر قد يعد من الخيال ذكره في زمن 2012، وهو احتواء القرية على 18 عائلة محرومة من الكهرباء الريفية، مع العلم أن السكنات التي تقبع فيها مبنية منذ سنوات، ولا زالت تكافح ظلمة الليالي بالفوانيس والشموع، كل هذه المشاكل وأخرى أصبحت تؤرق سكان القرية المذكورة، الذين يئسوا من مسؤولي المنطقة وعبّروا عن تذمرهم، وقد ضاقوا درعا بهذا الحال، وينتظرون -حسبهم- فقط القطرة التي ستفيض الكأس. ويتمنى عقلاء المنطقة أن لا تنجر بحان إلى الأحداث المأسوية التي شهدتها صائفة الأعوام الماضية التي لا يتمناها أحد، في حين وحسب مصادرنا فإن مصالح البلدية قد وضت برنامجا تنمويا للقرية يمس عدة جوانب كتوفير النقل المدرسي للتلاميذ بداية من الموسم الدراسي المقبل، تزويد العائلات المحرومة من الكهرباء بهذه المادة قبل نهاية 2012، إضافة إلى دعم الفلاحين قصد النهوض بالمشهد الفلاحي باعتبار الفلاحة النشاط الغالب لدى سكان المنطقة.