اعترف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، جمال ولد عباس، أمس، بعدم تمكن الجزائر من تحقيق استقلاليتها في مجال جراحة القلب والشرايين، مشددا في هذا الإطار على ضرورة تكريس عدم التبعية للخارج حتى لا يتم الاضطرار إلى تحويل المرضى إلى دول أجنبية للعلاج، خاصة وأن هذا الوضع يحدث أياما قليلة قبل إحياء الذكرى الخمسين للاستقلال. وقال ولد عباس لدى افتتاح أشغال الملتقى الدولي الأول الجزائري البرازيلي حول أمراض القلب عند الأطفال بالجزائر العاصمة إن "جراحة القلب والشرايين تطلبت لفترة طويلة تحويل المرضى للخارج للعلاج لهذا بات من الضروري عشية الاحتفال بالذكرى ال 50 للاستقلال تكريس استقلالية الجزائر في هذا المجال". وتشكل هذه الخطوة بالنسبة لولد عباس "مسعى استراتيجي"، كونه "يمكن ويجب على الجزائر رفع هذا التحدي لتلبية حاجيات السكان الجزائريين في مجال الصحة". وبعد أن وصف جراحة القلب والشرايين عند الأطفال ب"المجال التفضيلي" في التعاون بين الجزائر والبرازيل تحدث الوزير - وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء الجزائرية - عن "التقدم المعتبر" الذي تم تحقيقه منذ التوقيع على مذكرة التعاون في 2005 بين رئيسي الدولتين. وسمحت المهام التي أنجزتها الفرق الطبية البرازيلية في الجزائر بإجراء عمليات لعدة أطفال مرضى، منهم 120 طفل ذوي الوزن الضعيف (5.2 كغ) الذين كانوا في السابق ينقلون حتما إلى الخارج، كما قامت بتكوين عدد من الأطباء الجزائريين قصد تشكيل فريق مستقل متعدد الاختصاصات سيشرف على بعث نشاطات المؤسسة الصحية الاستشفائية لذراع بن خدة بولاية تيزي وزو التي من المنتظر أن تباشر مهامها في "القريب العاجل"، حسب الوزير. ويعول ولد عباس على أن تكون المؤسسة الاستشفائية لذراع بن خدة "مركزا مرجعيا على المستوى الإفريقي"، حيث ستعمل بفريق من المهنيين المكونين سواء تعلق الأمر بشبه الطبيين أو المخدرين الإنعاشيين أو الجراحين. إلى ذلك، تم أمس بالجزائر العاصمة التوقيع على عقد شراكة بين المؤسسة الاستشفائية الجامعية لامين دباغين لباب الوادي (مايو سابقا) والمساعدة العمومية لمستشفيات مارسيليا، وقام بالتوقيع على العقد مدير المستشفى الجامعي لامين دباغين، ناصر بار، ومدير المساعدة العمومية لمستشفيات مارسيليا، جون بول سيقاد، بحضور وزير الصحة والسكان وإصلاح، جمال ولد عباس. وتهدف هذه الشراكة، حسب رئيس المجلس العلمي، بوجمعة منصوري، إلى تعزيز التعاون وتبادل التجارب بين المستشفى الجامعي لامين دباغين والمستشفيات العمومية لمرسيليا بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا والمعارف والتعاون في مجال البحث حول الأمراض المنتشرة بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. أما جون بول سيقاد فقد وصف هذه الشراكة ب "المثالية"، مبرزا أن التعاون بين الجزائر العاصمة ومرسيليا "أمر طبيعي بالنظر إلى التاريخ والثقافة المشتركة للمنطقة"، داعيا إلى "تسليم المشعل" للتكفل بمشروع الشراكة بين مستشفى لامين دباغين ومستشفيات مرسيليا إلى الإطارات الشابة. كما تم بالمناسبة التوقيع على عقد شراكة بين المؤسسة الاستشفائية الجامعية لامين دباغين ومستشفى تندوف بجنوب الوطن، الهادفة إلى تلبية احتياجات سكان الجنوب لضمان تغطية شاملة وعادلة في العلاج لكل مناطق البلاد.