فشل محاولة حجار إقناعه بالاحتكام إلى الصندوق عرفت أشغال الدورة العادية للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني انسدادا منذ البداية؛ حيث اعتصم معارضو بلخادم بقاعة الرياض بعد رفض الأمين العام الاحتكام إلى الصندوق للفصل في قضية سحب الثقة من عدمها، فيما حاولت لجنة العقلاء إقناعه بالنزول عند رغبة المناضلين لمدة أربع ساعات كاملة، غير أن عبد العزيز بلخادم رفض وفضل الاستنجاد بمكالمة الجنرال بوسطيلة ووزير الداخلية، دحو ولد قابلية، لكنهما رفضا النزول عند رغبته باعتبار القضية داخلية. مثلما كان متوقعا، سارت الأمور داخل قاعة الاجتماعات بفندق الرياض في الاتجاه الذي يمثل الأغلبية المعارضة للأمين العام، عبد العزيز بلخادم، حيث تمكن المناضلون من التقدم إلى المنصة واشترطوا على الأمين العام شرطين لتدشين الاشغال، الأول يتمثل في رفع الإقصاء عن أعضاء اللجنة المركزية 16 ومنحهم حق المشاركة في الدورة، والثاني الاحتكام إلى الصندوق للبت النهائي في قضية سحب الثقة من عدمها، غير أن هذا الطرح لم يستصغه بلخادم ورفضه جملة وتفصيلا، وتمسك هو أيضا بنقطة رفع الأيدي لإثبات التزكية من عدمها. وفي أجواء مشحونة وحامية الوطيس سادت بالقاعة، انزوى أنصار الأمين العام ممثلين في أعضاء المكتب السياسي وبعض رؤساء المحافظات، فيما بدت سيطرة الجناح المعارض له بقوة داخل القاعة وبهو فندق الرياض، ورفض أنصاره ترك الصحافة تدخل للفندق لتغطية الأشغال الذي تمت بالهاتف وبتصريحات المناضلين الذين يخرجون من القاعة. وفضل بلخادم الانزواء في إحدى قاعات فندق الرياض وعدم الدخول في مواجهة مع الغضب المتأجج في القاعة وظل لساعات طويلة هناك، بينما كان العضو القيادي، عبد القادر حجار ومجموعة من العقلاء يحاولون مرارا وتكرارا إقناعه بفكرة دخول القاعة والتعامل مع الأمر الواقع بالاحتكام للصندوق. وسألت ”الفجر” أنصار بلخادم عن سبب تمسك هذا الاخير بفكرة رفض الاحتكام إلى الصندوق، ما دامت لديه الثقة أن أغلبية المناضلين معه، حيث برروا الأمر بعدم وجود نصوص في القانون الأساسي تدعو لمثل هذا الاقتراع، غير أن معارضيه يحملونه نتيجة الانسداد لأنه يناور ويريد كسب الوقت والتهرب من أحسن الطرق الديمقراطية، للبت في الموضوع بشكل نهائي، خاصة وأن الطابع الاستثنائي للدورة يفرض هذا الإجراء. ومن ناحية أخرى، يحتكم معارضو بلخادم الى فكرة الصندوق بأنها غير واردة في القانون الأساسي، كون فصل من المادة 13 تمنح أعضاء اللجنة المركزية حرية الاختيار في البت في بعض القضايا وفق طريقة يختارونها ويعتبرون الوضع الحالي أحسن مثال لتطبيق صيغة الصندوق. وفي الفترة المسائية سادت اقتراحات وسط معارضي الأمين العام تمثل في الاحتكام إلى فكرة حالة الشغور لرفع الأشغال وتنظيم استفتاء نزع الثقة كون الأمين العام لم يحضر بالقاعة وتغيب عنها، وهو طرح وارد في حال استمرار الأوضاع على حالها. وفي حدود الساعة الثانية زوالا تفرق أعضاء اللجنة المركزية لتناول وجبة الغداء فيما غادر بلخادم بحجة أداء صلاة الجمعة، ثم عاد في حدود الساعة الرابعة للقاعة بنفس خريطة الطريق المتمثلة في الاحتكام للصندوق للفصل في الموضوع.