تراجعت أسعار الذهب من جديد في تداولات الأسبوع الماضي بتأثير من هبوط أسعار الفائدة للبنك المركزي الأوروبي والصيني، حيث فقد الذهب نسبة 8،2 بالمئة من قيمته حسبما أكده تقرير اقتصادي متخصص. وأوضح التقرير الصادر عن مجموعة "الزمردة" للمجوهرات أن أسعار المعادن الثمينة شهدت حركة واسعة نهاية الأسبوع بعد تسجيل المعدن الأصفر 1632 دولار أمريكي للأوقية خلال يومي الثلاثاء والأربعاء قبل أن تهبط الأسعار بشدة ولأكثر من 47 دولارا في نهاية تداولات يوم الجمعة الماضي، وأشار نفس المصدر إلى أن أهم أسباب الهبوط هو ضعف الأورو الذي نزل إلى أدني مستوى له منذ أكثر من عامين مقابل العملة الأمريكية ملامسا مستوى 1.23 دولار. ولفت إلى أن الانخفاض الحاد في أسعار الذهب "كان متوقعا" وفقا للأجندة الاقتصادية العالمية، خلال الأسبوع قبل الماضي ارتفعت الأسعار فوق مستوى 1600 دولار للأوقية بسبب قرارات الاتحاد الأوروبي والإصرار على خطط التحفيز ودعم اليونان واسبانيا "والجميع توقع أن يقوم المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة". وأضاف أن المفاجأة كانت في خفض فائدة الإيداع إلى مستوى صفر بالمئة مما يحرم البنوك من الاستفادة من إيداعاتها لدى البنك المركزي "وإن كانت هذه خطوة جيدة على المدى الطويل للتشجيع على عودة الاستثمار والاستفادة من السيولة المتاحة". وحسب نفس المصدر فإن لهذا التوجه انعكاس سلبي على الأورو في المدى القصير حيث هبط إلى أدني مستوى له منذ سنتين وفقد الكثير من قيمته أمام أغلب العملات وخاصة الين والدولار ما حدا بأسعار المعادن الثمينة إلى الهبوط مجددا. وشدد التقرير على العلاقة الطردية بين الذهب والأورو "ولكن ثبات الذهب واستقراره مع نهاية التداول كان بتأثير ضعف الدولار والنتائج السلبية لأسواق العمل الأمريكية التى ظهرت للشهر الثالث على التوالي". ومن المتوقع ارتداد الأسعار خلال الأيام القادمة لعدة أسباب أهمها الطلب الفعلي على المعدن الأصفر وقيام البنك المركزي الإنجليزي بطبع الجنيه الإسترليني لشراء مزيد من الأصول بالإضافة إلى سلبية نتائج سوق العمل الأمريكي. وأشار إلى أن الذهب محصور منذ فترة على مدار 90 دولارا وعجز عن كسر نطاق التداول بين 1530 دولار و1620 دولار، مضيفا أنه عادة ما يحقق الذهب قمما جديدة في الربع الثالث من العام كما حصل في 2011 عندما سجل 1921 دولارا للاوقية "وسوف يكون الأسبوع القادم مهما جدا في تحديد الأسعار خصوصا مع اجتماع الفيدرالي الأمريكي وعودة الحديث عن التيسير الكمي. وعن الفضة قال التقرير إنها صاحبت الذهب في كل مراحل الهبوط والصعود وأنهت أسبوعها على خسائر بنسبة 7،4 بالمئة متوقعا أن تعاود الصعود عند مستوى 27 دولارا للاونصة لقوة الطلب الفعلي بعد عمليات جني أرباح شهدتها الأسواق نهاية الأسبوع الماضي. وأضاف أن باقي المعادن الثمينة تأثرت أيضا بضعف الأورو حيث فقد البلاتنيوم 36 دولارا من قيمة أسعاره بالأسبوع الماضي ليغلق على مستوى 1450 دولار للأوقية وكذلك البلاديوم فقد 21 دولارا من قيمته الأسبوعية ليغلق على 580 دولار.