أسفرت حملة الحصاد والدرس التي انطلقت مطلع شهر جوان الماضي عن جني محصول فاق كل التوقعات، حيث بلغ 2 مليون و196 ألف قنطار من الحبوب بكل أنواعها بمعدل 20 حتى 40 قنطار في الهكتار الواحد ببعض المناطق، ما سيضع الولاية في المرتبة الثانية وطنيا حسب التقديرات الأولية للمختصين، حيث فاق إنتاج القمح الصلب 361 ألف قنطار، والقمح اللين بما يزيد عن 828 ألف قنطار، بالإضافة إلى الشعير الذي وصل إنتاجه إلى حوالي 910 ألف قنطار. وأكدت تعاونيات الحبوب الأربعة المتواجدة على مستوى الولاية والتي استقبلت حوالي مليون قنطار من مجمل المحاصيل أن إنتاج هذا الموسم اتسم بالجودة العالية وخلوه من الأمراض والشوائب، ما سمح باستقبال معظم محاصيل الفلاحين الذين أقبلوا وبكثرة على التعاونيات بسبب الأسعار المشجعة التي طبقتها الدولة والتي دفعتهم إلى تحويل إنتاجهم للتعاونيات، ولإنجاح الحملة سخرت الجهات الوصية كافة الإمكانيات ومن ذلك تجنيد 336 آلة حصاد منها 89 آلة جديدة لصالح الفلاحين وبأسعار معقولة لا تتعدى 3 آلاف دينار للساعة مقارنة بمميزات الآلة الجديدة والتي ينتجها مركب العتاد الفلاحي بالشراكة مع مؤسسة أجنبية، والتي استحسنها الفلاحون نظرا لقدرتها الفائقة وعدم تضييعها للمنتوج. ومن جملة المشاكل التي واجهت حملة الحصاد ، مشاكل التخزين، حيث عمدت السلطات الوصية لوضع حد للمشكل ولو بشكل نسبي من التخفيف من معاناة الفلاحين من خلال تهيئة ثلاثة مستودعات تتربع على مساحات واسعة من أجل استقبال ما كميته 110 ألف قنطار من الحبوب، الأول موجود بطريق بوخنافيس والآخران بطريق تنيرة، لكن وعلى الرغم من ذلك تبقى معاناة فلاحي المناطق الجنوبية مستمرة ففي بلدية تاودموت جنوبا يشهد مخزن الحبوب طوابير لا متناهية لشاحنات وجرارات المحملة بالمحاصيل وحالات من الازدحام الأمر الذي أثار استياء الفلاحين الذين ينتظرون لساعات طويلة جدا قبل استقبال منتوجهم، وما زاد من استيائهم الاعتماد على الآلة الوحيدة المتوفرة لتجميع الحبوب ما يؤخر العملية بالإضافة إلى ضيق مساحة المخزن واهتراء أرضيته ما دفعهم للمطالبة بتهيئة المخزن وتوسيعه، وكذا تجهيزه لاستقبال محاصيل الفلاحين في ظروف جيدة وتدعيمه بمخازن أخرى تتماشى وعدد فلاحي المنطقة. ومن جهة أخرى، يشتكي العديد من الفلاحين من الغياب التام لليد العاملة خلال شهر رمضان خاصة تلك المختصة في أعمال شحن الأكياس وتحويلها، وللإشارة فإن حملة الحصاد لا تزال مستمرة خلال شهر أوت إذ يرتقب خلاله بلوغ الإنتاج سقف 2.5 مليون قنطار.