محمد كالي: "المونولوڤ لم يكن يوما اختيار الفنان بل فرضته ظروف معينة" انتقد عمر فطموش مدير المسرح الجهوي لبجاية فن المونولوڤ في الجزائر، لافتقاده أساسيات التمثيل المسرحي، معتبرا أن العرض المنفرد مجال إبداع واسع لكن يتطور في مسار خاطئ لأن الفنانين الجزائريين اقتحموه دون احترام أدنى شروط التمثيل ولا المحيط الفني والاجتماعي. نشط اللقاء بفضاء الجزائر نيوز عمر فطموش ومحمد كالي، حيث استهل النقاش بنبذة تاريخية عن فن المونولوج استعرض فيها الإعلامي كالي تاريخ هذا الفن الذي كان حاضرا دوما في المسرح الجزائري من خلال جلول لفهايمي وعبد القادر علولة بعرضه "لجواد" وتوفيق ميميش وهو أول من لعب عرض "حافلة تسير"، كمال فراد من جيجل وحميد قوري وآخرون، وعرف هذا النوع الفني -حسبه- تطورا أواخر الثمانينات خاصة التسعينات ليصبح تقليدا راسخا في الثقافية المسرحية الجزائرية، وقال كالي إن المونولوج لم يكن يوما اختيار الفنان بل فرضته ظروف معينة، كما سجل فيه العنصر النسوي بصمته أمثال صونيا، فضيلة عسوس، دليلة حليلو، عتيقة بن نجمة وأخريات اخترن اعتلاء ركح المسرح وحدهن، وأصبح هذا النوع الفني وسيلة لأكل الخبز. غير أن عمر فطموش لم يتفق مع وجهة النظر التي طرحها كالي والمتعلقة بتطور فن المونولوج، حيث قال مدير المسرح الجهوي لبجاية أنه يفضل تسمية "العرض المسرحي المنفرد" على المونولوج مشيرا إلى الخلط الذي تعرفه بعض المفاهيم المسرحية، كما فتح فطموش النار على العروض المسرحية الحالية التي يصطلح عليها البعض تسمية مونولوج وهي لا تمت بصلة لهذا المفهوم لأن تركيبتها حسبه فارغة ونسيجها غير مترابط، وأضاف أن أغلب ما يعرض من طرف الشباب لا يتعدى كونه تقليدا لشخصيات وعروض سابقة وأحيانا ما تشوهها، وهي مجملا عروض خالية من الإبداع ولا تحمل أي بصمة شخصية، منتقدا الحصص الفكاهية على القنوات التلفزيونية التي تشع -حسبه- الرداءة وتساعد شبابنا على الانحراف عن أساسيات التمثيل المسرحي. من جهته، ربط كالي التوجه نحو المونولوج إلى كونه غير مكلف وإلى رغبة الممثلين في الربح المنفرد بالإضافة إلى السوق الموازية التي سمحت بانتشار هذا الفن، ناهيك عن أزمة النصوص المسرحية وغياب التكوين، وهي النقطة الوحيدة التي اتفق فيها مع عمر فطموش هذا الأخير الذي استدل بالتجربة الأخيرة للمسرح الجهوي لبجاية في هذا المجال والتي كشفت حسبه عن هشاشة هذا النوع الفني لدرجة أنها ساهمت في خلق قطيعة مع الجمهور البجاوي، وقال فطموش "ما يحدث اليوم لا يتعدى كونه تهريجا أبطاله مهرجون لا علاقة لهم بالمسرح لأن هناك فرق بين عرض لتقديم النكت والمونولوج"، وأضاف أن الأغلبية لا يفرقون بين المونودراما، المونولوق والعرض المنفرد، وطالب بضرورة إيجاد حل للحفاظ على حماس الشباب وتطوير إبداعاتهم دون تضليلهم.