أكد مندوبون لدى منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أن المنظمة أرجأت اجتماعا لمسؤولين للمساهمة في اختيار أمين عام جديد لها، الأمر الذي يعطل محادثات حساسة تهدد بإشعال التنافس على النفوذ في ظل سعي السعودية وإيران والعراق للفوز بهذا المنصب. وأشار مسؤولون بالمنظمة إلى أن لجنة تضم مسؤولين كان من المقرر في بداية الأمر أن تجتمع في مقر المنظمة في فيينا خلال شهر أوت، لكن أصبح من المرجح الآن أن يعقد الاجتماع خلال أكتوبر المقبل. ويذكر أنه كان من المقرر أن تدرس منظمة "أوبك" مسألة خلافة أمينها العام الحالي الليبي، عبد الله البدري، خلال اجتماعها الماضي في فيينا في جوان الماضي، إلا أن عدم الحصول على توافق داخل المنظمة خاصة في ظل حالة التوتر والتوجهات المتباينة بين السعودية وإيران أدى إلى تمديد رئاسة البدري لفترة ثالثة استثناء. ويساهم الأمين العام، وهو الممثل الرئيسي للمنظمة التي تضم 12 دولة، في وضع سياسة الإنتاج ويعتبر المدير التنفيذي عن أمانة المنظمة في فيينا، وتدوم فترة تولي الأمين العام لمسؤوليته مدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. ويتنافس على منصب الأمين العام لمنظمة الدول المصدر للنفط كل من العراقي ثامر الغضبان، وهو يشغل حاليا منصب كبير مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي لشؤون الطاقة، والسعودي ماجد المنيف مندوبها في المنظمة، ووزير النفط الإيراني السابق غلام حسين نوذري، ووزير النفط الإكوادوري الحالي ويلسون باستور وتواصل أسعار النفط الارتفاع، مع مراهنة المستثمرين على أن السيولة المتاحة لدى البنوك المركزية ستدعم قريبا السوق التي تنتابها مخاوف من اندلاع حرب في الشرق الأوسط والقلقة بشأن إمدادات بحر الشمال، لكن يبدو أن موجة الصعود هذه تضخمها بشكل متزايد التكهنات التي تنطوي على مضاربة. وارتفع النفط بنحو الثلث في 6 أسابيع في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي، وبالتالي الطلب على الوقود، من الضعف الشديد وتفترض أسعار النفط الحالية أن مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) سيطلق جولة جديدة من التيسير النقدي لتحفيز الاقتصاد، أوأن الحرب الكلامية بين إسرائيل وإيران ستؤدي إلى صراع أو أن مشكلات الإنتاج في بحر الشمال ستدوم لفترة طويلة، لكن لا يوجد بين تلك العوامل رهان آمن، وإذا تلاشت فقد يتراجع سعر النفط بشكل حاد.