يتجرع سكان قرية زواوة، التابعة لبلدية ماوكلان شمال ولاية سطيف، مرارة الغبن والتهميش جراء العزلة القاتلة المفروضة عليهم والتنمية المفقودة في هذه المنطقة المعروفة ببسالة أهلها الذين كانوا يتسمون بالإرادة الفولاذية والعزيمة القوية في مقاومة الإرهاب خلال العشرية السوداء. إلا أن هذه العزيمة وهنت وضعفت أمام ما أسموه بيروقراطية الإدارة بماوكلان، فمن ويلات الحقبة السوداء كون القرية تعد منطقة عبور بين جبال بابور وحربيل المعروفة إلى هاجس العزلة والتهميش تنقل هؤلاء السكان، الذين عبروا عن حجم المعاناة التي يكابدونها نتيجة العزلة القاتلة في ظل انعدام المشاريع التنموية والغياب الكلي للسلطات المحلية التي همشت هذه القرية، التي كان يجدر بها أن تدخل التاريخ من بابه الواسع ويكتب ضحاياها الذين قدمتهم أمس بأحرف من ذهب. وأكد العديد من السكان الذين تحدثوا ل”الفجر” أن العشرية السوداء التي انعكست سلبا على منطقتهم، حيث شردت العائلات وأفرغت البيوت من سكانها، وكانت أسوأ أيام عاشها السكان، لكن مع عودة الوئام ومن بعده المصالحة الوطنية بدأ السكان يعودون إلى هذه المنطقة التي هجروها مكرهين إلى المناطق المجاورة، وكلهم أمل أن تأخذ زوازة نصيبها من التنمية، على غرار المناطق الأخرى في الولاية، لكنهم اصطدموا بالواقع المر بعد أن تم تهميش هذه القرية وحرمانها من حقها في مشاريع التنمية التي تعتبر من أولويات الحياة الكريمة كتعبيد الطرقات، البناء الريفي، وكذا الدعم الريفي، ناهيك عن المرافق التعليمية من مؤسسات وسكنات اجتماعية التي لم يسجل فيها السكان أي مشروع منذ سنوات طويلة. وقد رفض السكان الخوض في الحديث على واقع الصحة بالقرية التي يغيب فيها أي مرفق صحي يقي مرضى المنطقة، إذ يضطرون لقطع مسافة تفوق 30 كلم قصد بلوغ أقرب مركز صحي بمدينة بوڤاعة. وقد توقفنا عند شبان زواوة الذي يبقى همهم الوحيد إنشاء ملعب أو قاعة رياضية تعتبر المتنفس الوحيد لقتل شبح البطالة، حيث قيل لنا إن القرية تحولت مؤخرا إلى نقطة سوداء في أعين سكان المناطق المجاورة الذين ينظرون إليها بنظرة ازدراء واحتقار، رغم أنها تنام على أسرار خلدتها المراحل السابقة لكنها لا تزال في الكتمان إلى أجل غير مسمى، في حين اعتبر السكان بأن المشاكل الأخرى، على غرار الغاز والماء وخدمات الهاتف والأنترنت، أمورا يستحيل التحدث عنها قبل تحقيق سابقاتها. لذا يناشد السكان المسؤولين الولائيين زيارة هذه القرية والوقوف عن قرب على المعاناة التي طالت السكان على مدار السنين، كما دعوا أصحاب الحل والربط بضرورة إعادة الحياة من جديد لسكان قرية زواوة الثائرة بالأمس من أجل حماية أمن البلاد، في حين كشفت مصالح بلدية ماوكلان عن وجود مشاريع جديدة ستوجه إلى المنطقة مباشرة بعد الإنتهاء من أشغال الطريق الوطني المباشرة حاليا.