إن الزائر لمنطقة سرايدي السياحية التي تقبع في أعالي الإيدوغ وتقابل منطقة رأس الحمراء البحرية بعنابة، سيلاحظ خلال فصل الصيف الحار الغياب شبه الكلي للمكيفات فرغم الحرائق التي تجتاح الغابات منذ أسبوع إلا أن حرارة شهر أوت منخفضة إلى 26 درجة مئوية. وحسب أهالي المنطقة فإن سرايدي محاطة بسلسلة جبلية مكثفة تغطي كل الجهة الشرقية للبلاد، حيث تكثر بها أشجار السنديان والبلوط والصنوبر الحلبي، بالإضافة إلى الصخور المتراصة والتي تشكل فسيفساء فريدة من نوعها تمتد على طول الشريط الساحلي،و حتى تشاهد سحر المنطقة عليك أن تتسلل فوق هضبة عالية جدا تطل على البحر الذي يعانق روعة غروب الشمس، كل هذه العوامل المناخية صنعت التميز والفرجة خاصة أن سرايدي تتوفر على الينابيع وغابات الدفلة الوافرة الظلال والتي توفر الهدوء والجمال للسائحين. وما يميز سكان سرايدي عن بقية سكان منطقة عنابة هو أنهم يتقنون جيدا التعامل مع الطبيعة، حيث يستغلون فصل الصيف في التنزه في الغابات والتمتع بالهواء النقي بعيدا عن الرطوبة القاتلة. وهناك من المرضى خاصة منهم المصابين بضيق التنفس يفضلون البقاء طول موسم الاصطياف بأعالي الإيدوغ من خلال كراء شقق أو بناء خيم تتسع لكل أفراد العائلة حيث يقضون أوقات ممتعة مع الأقارب والأصدقاء وهم يشاهدون القوارب الراسية في عرض البحر مما يجعلهم يتذكرون هذا وذاك ممن تمكنوا من الحرقة. وهناك من العائلات العنابية من تفضل كراء السيارات من أجل التنقل للمنتزهات الغابية والحصول على مياه الينابيع الرقراقة التي تنبع من الالتصاق الحميمي بين الجبل والبحر، ومن يخاف المنعرجات التي تميز طرقات سرايدي خلال الهبوط أو النزول ما عليه إلا استعمال "التليفريك" حيث تختصر المسافات والزمن في رحلة تنتهي مع لحظات قبل غروب الشمس، أين تتجه العائلات للمطاعم التقليدية وعددها 5 لتقديم أشهى الأكلات الشعبية منها الشخشوخة والحوت المشوي على الجمر أن الأكلة الرئيسية بعنابة والتي ميزت مختلف الطاولات المعروضة في الهواء الطلق بسرايدي هو طبق البوراك الذي يكثر عليه الطلب حيث يصل سعر الحبة الواحدة خلال فصل الصيف إلى 90دينار لأنه غني بالبروتنات والدسم، أما التحلية تكون عادة عبارة عن مثلجات منها الكريبوني المنكه بالفانيلا والقارص، أين يحلو السهر تحت أشعة المصابيح الكهربائية التي تتلألأ مع حلول كل صيف، فالزائر إلى المدينة الحالمة سرايدي سيتناول ثمار الكرموس أو كما يسمى في اللهجة العنابية بثمرة الهندي الذي تعرض منه كميات معتبرة على حافة الطريق بأسعار منخفضة إلى جانب عرض حبات المستورة المشوية على الجمر وهي الأخرى مطلوبة بقوة من طرف أهالي بونة الجميلة والذين يحنون لها مع قدوم فصل الحر.