تفضل العائلات السرايدية، بعنابة، اللجؤء إلى ضفاف الوديان والبحيرات التي تمتد حتى البحر، وذلك للإحساس بالبرودة والنسمات المنعشة مع ارتفاع درجات الحرارة، أين يجد سكان الإيدوغ، الغابات المتكاثفة وأشجار الزيتون والصنوبر والحلب والدردار، كمنتجعات سياحية تلطف الجو وتعبق أريج المناطق الرطبة والمروج الخضراء جمال منطقة سرايدي يكمن في حركة الطيور المائية وسط الأعشاب والزهور العائمة فوق سطح الماء، والينابيع التي تبعد كثيرا عن شاطئ البحر، والتي تعتبر فضاء خصبا لسمك الحنكليس. وليس بعيدا عن شاطئ واد بقرات تقابلك الوديان وهي تعد ممرا لأنواع كثيرة من الأسماك والقشريات والرخويات البحرية الأخرى. والجدير بالذكر أن مرتفعات جبال سرايدي أضحت محطات لمأوى الطيور المحلية والمهاجرة، والتي يقدر عددها ب 30 ألف طائر قادمة من شرق آسيا وأوروبا وجنوب إفريقيا. وخلال زيارتين لمنطقة سرايدي، التي تبعد عن عاصمة الولاية ب 25 كلم، لاحظنا إقبالا منقطع النظير للعائلات التي تفضل البقاء في الغابات بدل الذهاب إلى شاطئ البحر، من أجل الإبتعاد عن الفوضى وضوضاء المدينة التي تعرف حركية غير منتهية للمصطافين الذين يترددون كثيرا على الكور العنابي والكورنيش.. علما أن مصالح بلدية سرايدي قد جهزت المنتجعات الغابية بالكراسي الخشبية تحت أشجار الدردار الممتدة في الوسط الغابي الساحر، الذي يتكون من فصائل مختلفة للنباتات والأدغال التي تسكنها حيوانات برية، منها الأيل البربري الأطلسي. ومع انطلاق موسم الإصطياف تتحول بونة الجميلة إلى منتجع سياحي رائع، خاصة أمام تفعيل البرامج الثقافية وسهرات الصيف المفتوحة على أغاني المالوف والزرنة والفقيرات.