كشفت مصادر من مديرية الطاقة والمناجم بباتنة أن البرنامج الخماسي الجاري يحمل مشاريع لتوسعة تغطية العديد من مناطق الولاية بالكهرباء الريفية والحضرية وذلك لمواجهة الطلب المتزايد على هذه المادة الطاقوية، لاسيما من قبل الفلاحين الذين تدخل الكهرباء كعنصر أساسي في نشاطهم الفلاحي واستغلال مياه الآبار عن طريق المضخات. وحسب مدير الطاقة والمناجم بباتنة محمد شاوش، فإن المخطط يحمل ربط أزيد من 3797 عائلة بالكهرباء الريفية وأزيد من 6800 عائلة بالكهرباء الحضرية تحت غطاء مالي قدر ب 1399 مليون دينار، وتأتي المشاريع -حسب المتحدث- لنغطية النقص المسجل في التزود بالطاقة خلال السنوات الماضية أوالتقليص منه على الأقل عبر عديد البلديات مثل، بريكة، امدوكال، بوزينة، بيطام، الشمرة، الجزار، اولاد عمار وعزيل عبد القادر والمعذر وجرمة وغيرها، حيث مس الإحصاء 98 بالمائة من الأحياء في البلديات المعنية، وما يأمله الفلاحون بالمناطق المذكورة أن تكون المشاريع المبرمجة نهاية لمعاناتهم مع انعدام الكهرباء خلال السنوات الأخيرة ما كاد يعصف بنشاطهم الفلاحي، فقد اكد مجموعة من الفلاحين على مستوى بلدية عزيل عبد القادر مثلا أن انعدام الكهرباء ولّد ازمة مياه تسببت في التقليص من المساحات المسقية إلى مستويات كبيرة وصلت إلى استغلال ما لا يزيد عن ال 30 بالمائة فقط من المساحات الصالحة للفلاحة، رغم أن المنطقة أثبتت نجاعتها في إنتاج الكثير من الخضر والفواكه وتغطية نسبة كبيرة من حاجيات الدائرة وتصدير المنتوجات الفلاحية إلى الولايات المجاورة لاسيما إلى المسيلة وبسكرة، وتتمثل الزراعات المسقية ببلدية عزيل عبد القادر بصفة أساسية في الأشجار المثمرة ومنها المشمش والتفاح، إلى جانب زراعة الخضر كالفلفل، الطماطم وفاكهتي الدلاع والبطيخ كما تشتهر المنطقة بزراعة التوابل ومنها الكسبر، الحلبة، السانوج الكمون، وفي السنوات الأخيرة توسعت زراعة الزيتون بعدما تأكدت صلاحية المنطقة لهذه الشجرة لكن لحد الآن لم يبادر أي مستثمر بإنشاء معصرة للزيتون رغم وفرة المادة الأولية. وهذا يجعل منتجي الزيتون يتنقلون إلى مسافات بعيدة بحثا عن المعاصر لا سيما نحو مقرة، ونقاوس وسفيان وبسكرة. وقد تسبب هذا الوضع في تراجع نشاط الكثير من الفلاحين والتضييق من مصادر رزق السكان الذين يمتهن 80 بالمائة منهم النشاط الفلاحي والرعوي بتربية المواشي، لاسيما الغنم وقليل من البقر والإبل وهو النشاط الذي أصبح الغالب خلال الأشهر الأخيرة، حيث أن مشكل المياه يضاف إليه مشكل الكهرباء الفلاحية جعل الفلاحين عاجزين عن تشغيل مضخاتهم في نفس الوقت ويضطرون بالتالي إلى تشغيلها بالتناوب.