“إقالة المدربين” ظاهرة ألفناها عند أنديتنا المحترفة خلال المواسم الكروية الأخيرة، لكننا اكتشفنا مؤخرا بأنها طالت المدربين حتى وهم في مهمة التحضير للموسم الجديد. هذا ما حدث مع الفرنسي لوفينغ مدرب مولودية الجزائر وزميتي مدرب نصر حسين داي وقبلهما مدرب شباب باتنة عبد الكريم لطرش، لسبب مشترك وهو أنهم ببساطة رفضوا مسايرة عقلية “الإدارة”، من جهة أخرى برزت ظاهرة أخرى لا تقل شأنا عن سابقتها تمثلت في لجوء رؤساء الأندية للتعاقد مع مدربين أجانب بطالين من أقسام دنيا، قدموا إلى الجزائر لجني المال وإثراء سيرهم الذاتية على حساب مدربين محليين أكفاء لديهم سمعتهم محليا وحتى في الخارج أيضا. إقالة المدرب آخر حل يقدم عليه مسيرو النوادي في العالم، وذلك لن يحدث إلا في حالة جنيه للنتائج السلبية، أو في حال حدوث أمور استثنائية لا نعيشها كثيرا في عالم الساحرة المستديرة، إلا أننا للأسف حدثت عندنا، لأن المدربين لطرش، زميتي ولوفينغ تعرضوا للإقالة، في وقت كانوا مستعدين لخوض غمار البطولة، لأنهم فرضوا الانضباط، أو رفضوا التنازل عن قراراتهم أو برامجهم التحضيرية، فكل هذه الأسباب كان وراءها حيرة واستياء كبيران من قبل أهل الاختصاص. سياسة “البريكولاج” الغالبة على التسيير أبدى المدرب مصطفى هدان امتعاضه من هذه التصرفات غير الرياضية التي تصدر عن مسؤولي النوادي، معربا أن المدرب أصبح أول من يضحى به، حتى في الظروف غير العادية، محملا بذلك رؤساء الأندية مسؤولية ما يحدث للمدرب وخاصة المحلي، قائلا في اتصال مع “الفجر”: “رؤساء الأندية لا يملكون برنامجا خاصا أو لهم تنظيم خاص في طريقة تسيير أنديتهم”، في إشارة منه إلى سياسة “البريكولاج” والعمل الظرفي الذي يطغى على جل الفرق في الجزائ، قائلا في الصدد: “تعودنا أن الإدارة تقيل المدرب بعد سلسلة من الإخفاقات، لكن لم نشهد أن المدرب يقال والموسم لم ينطلق بعد”، مضيفا بأن المدرب لا يملك قانونا يحميه من “شونطاج” المسيرين. اكتساح موضة انتداب الأجانب تأسف مساعد المدرب الوطني السابق كفالي للعقلية الجديدة على حد تعبيره المتمثلة في تهافت مسؤولي الأندية على انتداب مدربين أجانب حتى وأنهم لا يدرون عنهم شيئا سوى أنهم مدربو كرة قدم، فبعدما كان الأمر مقتصرا على عدد قليل من الأندية التي تعودت على التعاقد مع تقنيين أجانب على غرار شبيبة القبائل، وفاق سطيف ومولودية الجزائر، ها هي الظاهرة تتوسع حيث لم تجد الأندية الأخرى سوى التماشي مع الموضة عبر جلب مدربين بطالين مغمورين، جاءوا إلى الجزائر لصنع أسمائهم وملء جيوبهم، موضحا بأن هذا الأمر فاق التوقعات، كما أنه تنبأ بموسم كارثي لهذه الأندية، قائلا: “ماذا سنستفيد من مدربين بطالين يريدون صنع أسمائهم في الجزائر، في رأيي أنا أتنبأ بإقالتهم بعد ثلاث جولات فقط”، مضيفا يقول: “بالمقابل نملك مدربين أكفاء كسعدي، مهداوي، سعدان، وغيرهم كثيرون”. تعويض المدرب المحلي بأجنبي مغمور يضر بسمعة الكرة الجزائرية عبر المدرب السابق لأولمبي باجة التونسي سعيد حموش عن استيائه من المواقف التي أصبح يتعرض لها زملاؤه في المهنة، مؤكدا أن الأمر لا يدعو للصمت، مؤكدا في اتصال مع “الفجر” بأنه استنكر كثيرا إقالة المدربين لطرش وزميتي وحتى الفرنسي لوفينغ قائلا: “ظاهرة إقالة المدربين باتت عادة سيئة، أو أول حل يراه المسيرون في حالة الإخفاقات، لكن إذا وصل بهم الأمر لإقالتهم في عز التحضير فهذا أمر آخر يهين شخصية المدرب الجزائري”. بساط أحمر للمدرب الأجنبي ليقال بعد جولتين أو ثلاث يرى المدرب السابق لمولودية سعيدة بالنسبة لظاهرة انتداب أنديتنا لمدربين أجانب، بأن المدرب الأجنبي محظوظ، لأنه يجد “البساط الأحمر” في انتظاره بالمطار، كما أنه يحظى بكل الصلاحيات من أجل أداء مهامه، رغم أنه غير معروف، وربما كان بطالا لمدة ثلاث أو أربع سنوات، لدرجة أنهم يمضون على العقود بأوروبا، وهذا عكس ما يعامل به المدربون المحليون، مستدلا بحادثة حصلت معه تجلب الاستغراب فعلا، وذلك عندما طلب منه رئيس شبيبة الساورة زرواطي السفر إلى بشار من أجل التفاوض. وشاطر حموش زميله هدان، بشأن مستقبل الأندية التي فضلت المدرب الأجنبي المغمور على المحلي، قائلا بأن جميعها سيجني ثمار الإخفاق بعد عدة جولات من الموسم. امتداد عدوى “جلب الأجانب” إلى الرابطة الثانية يطرح تساؤلات سيحطم الموسم الكروي الجاري 2012 / 2013 الرقم القياسي من حيث عدد المدربين الذين سيجلسون على دكة بدلاء أنديتنا المحترفة ما بين بطولتي الرابطة المحترفة الأولى والثانية، حيث وصل عدد التقنيين الأجانب الذين تم التعاقد معهم سبعة مدربين بالنسبة لأندية الرابطة الأولى، وذلك في صورة وفاق سطيف المتعاقد مع المدرب الفرنسي هيبار فيلود الذي خلف المدرب السويسري آلان غيغر، في حين أشرف الفرنسي رابييه على مولودية الجزائر خلفا لمواطنه لوفينغ، كما أن الإيطالي أنريكو فابرو عاد إلى الجزائر بإشرافه على رأس العارضة الفنية لشبيبة القبائل، فيما انتدب اتحاد الجزائر الأرجنتيني غاموندي، ووقع الإيطالي أرينا في شباب بلوزداد. كما قام شباب قسنطينة بصفقة الموسم بتعاقده مع المدرب الفرنسي الشهير روجي لومير، أما مولودية وهران فتعاقدت مع المدرب البلجيكي لوك إيماييل، فيما ستعرف العارضة الفنية لشبيبة بجاية نوعا من الاستقرار ببقاء المدرب الفرنسي ألان ميشال للموسم الثاني له على التوالي. كما أن عدوى الظاهرة امتدت لأندية الرابطة الثانية من خلال تعاقد اتحاد عنابة مع السويسري كريستيان زرماتان ومولودية قسنطينة مع البرازيلي جواو آلفاس. ماذا عن نتائج تربصات الفاف.... تزامنا مع إقبال الأندية المحلية على انتداب المدرب الأجنبي، استطاع المدرب المحلي أن يثبت كفاءته وحنكته، من خلال الإجراءات الكثيرة التي اتخذت من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في مجال التكوين وتأهيل التقنيين الجزائريين، من أجل استرجاع هيبتهم، من خلال برمجة العديد من التربصات على مدار السنة، إلى جانب وضع تسهيلات كثيرة منحتها المديرية الفنية الوطنية لجل المدربين للحصول على شهادات الدرجة الثانية، الدرجة الثالثة وإجازات الكاف، وهذا وفق القوانين الجديدة للفيفا. إلا أن عدم احترام رؤساء الأندية للعقود التي يبرمونها مع المدربين المحليين، تجعلهم في كل مرة يلجاون للمدرب الأجنبي هروبا من تحمل المسؤولية. محمد محمودي قائمة المدربين الأجانب في بطولة الرابطة الأولى اتحاد الجزائر: الأرجنتيني أنخيل قاموندي شبيبة القبائل: الإيطالي أنريكو فابرو مولودية الجزائر: الفرنسي رابييه شباب بلوزداد: السويسري أرينا وفاق سطيف: الفرنسي هيبار فيلود شبيبة بجاية: الفرنسي ألان ميشال مولودية وهران: البلجيكي سافوا شباب قسنطينة: الفرنسي روجي لومير
قائمة المدربين المحليين وداد تلمسان: عبد القادر عمراني اتحاد الحراش: بوعلام شارف أولمبي الشلف: رشيد بلحوت مولودية العلمة: عبد القادر يعيش أهلي البرج: توفيق روابح اتحاد بلعباس: فؤاد بوعلي شباب باتنة: رشيد بوعراطة شبيبة الساورة: حجار - بلحفيان مولودية باتنة: زموري قائمة الأجانب في بطولة الرابطة الثانية اتحاد عنابة: السويسري زرماتان مولودية قسنطينة: البرازيلي جواو ألفاس
قائمة المحليين نصر حسين داي: آيت جودي شباب عين فكرون: نبيل نغيز جمعية الخروب: بلعريبي اتحاد البليدة: آكلي مولودية سعيدة: كرماني أمل الأربعاء: بوجعران أولمبي المدية: الكردي جمعية وهران: شريف الوزاني شبباب تيموشنت: عمروش - شريط مولودية بجاية: رحموني سريع المحمدية: دالباش ترجي مستغانم: عصمان
