أجرى، أمس، المبعوث الأممى والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، حوارا عبر سكايب مع قادة في الجيش السوري الحر، كما أكدت على ذلك وكالة الأنباء الفرنسية، التي نقلت عن رئيس المجلس العسكري ل”الجيش الحر” في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدى قوله: ”لقد شاركت في الحوار مع الإبراهيمي إلى جانب العقيد قاسم سعد الدين المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل، والعقيد خالد حبوس رئيس المجلس العسكري في دمشق”. يأتي حوار الإبراهيمي مع الجيش الحر في إطار الجهود الدولية التي يقوم بها الإبراهيمي، لحل الأزمة السورية عبر الحوار وذلك عقب اللقاء الذي جمعه بالرئيس السوري بشار الأسد في إطار الاستماع إلى جميع الأطراف. فيما لا تزال الأزمة تتفاقم وتشكل خطراً على الشعب السوري والمنطقة والعالم على حد تعبير المبعوث الأممي. وكشفت إيران عن مشاركة الحرس الثوري الإيراني في القتال إلى جانب النظام السوري، وقال قائد الحرس الثوري الإيراني في أول تصريح رسمي من هذا النوع إن أعضاء في الحرس الثوري موجودون في سوريا لتقديم العون غير العسكري وإن إيران ربما تنخرط عسكريا هناك في حالة تعرض سوريا لهجوم، ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن محمد علي جعفري القائد الأعلى للحرس الثوري في مؤتمر صحفي قوله: ”إن عددا من أعضاء قوة القدس موجودون في سوريا، لكن هذا لا يمثل وجودا عسكريا”. من جهة ثانية، يعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم، وفي إطار دورته ال21 العادية المنعقدة بقصر الأمم في جنيف، جلسة مخصصة لدراسة تقرير اللجنة الدولية لتقصي الحقائق حول سوريا والمكلفة من قبل المجلس بالوقوف على الانتهاكات في سوريا في ظل النزاع المسلح الدائر هناك. ومن المقرر أن يقدم رئيس اللجنة باول وبنيرو تقرير اللجنة الدولية لتقصي الحقائق للمجلس والذي يغطي الانتهاكات في سوريا، حيث يرصد التقرير السياسة المنهجية لانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا من قبل القوات الحكومية وفرق الشبيحة التابعة لها، بالإضافة إلى الانتهاكات التي قامت بها قوات المعارضة المسلحة أيضا في بعض المناطق. ومن المتوقع أيضا أن يؤكد التقرير مسؤولية الحكومة السورية وقواتها عن مجزرة الحولة، التي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص، كما يرصد التقرير الانتهاكات التي تجرى في سوريا ضد الأطفال وضد المدنيين في مختلف المناطق السورية، ويبرز التحديات التي تواجه اللجنة الدولية وتعيقها عن أداء عملها وفى مقدمة تلك التحديات رفض الحكومة السورية لدخول اللجنة إلى أراضيها. الجدير بالذكر أن اللجنة الدولية لتقصي الحقائق حول سوريا أكدت أكثر من مرة أنها تستند في تقاريرها على الزيارات العديدة التي تقوم بها إلى الدول المجاورة لسوريا، حيث تلتقي شهودا على تلك الانتهاكات خرجوا من سوريا، بالإضافة إلى اعتمادها على أدلة مصورة وصور للأقمار الصناعية وتحليلات لمتخصصين. ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تقوم فيها لجنة حقوق الإنسان بدراسة تقرير حول الأزمة السورية، حيث سبق وأن حذر باول وبينيرو رئيس لجنة مجلس حقوق الإنسان لتقصي الحقائق في سورية، خلال جلسة عقدتها اللجنة شهر مارس الماضي من تزويد المعارضة السورية بمزيد من الأسلحة. وفي السياق؛ أعربت روسيا عن أسفها لعدم رغبة الدول الغربية في تبني بيان جنيف الخاص بالشأن السوري في مجلس الأمن وتستعد روسيا للضغط مجددا لإقناع الدول الغربية بضرورة اتخاذ موقف موحد يضع حدا للنزاع المسلح في سوريا وذلك في جلسة الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن التي ستعقد في 26 سبتمبر الجاري.