أعلنت القوات الكينية قصفها مطار مدينة كيسمايو، أهم معقل صومالي ما زال في يد حركة الشباب المجاهدين، بينما قرر الاتحاد الأوروبي زيادة مساعداته لقوة السلام الأفريقية. وقال متحدث عسكري كيني، إن الطائرات الكينية قصفت مطار كيمسماو جنوبي الصومال، ودمرت مستودع سلاح ومخزنا تابعيْن لحركة الشباب، لكنه أضاف أن من المبكر تقديم حصيلة للخسائر البشرية المحتملة. وقلّل متحدث باسم الشباب من شأن الغارة التي لم توقع ضحايا حسبه، وقال إن كينيا تحاول رفع معنويات ”جنودها المحبطين”، كما تحدث سكان عن ثلاثة انفجارات هزت منطقة قريبة من المطار، يتمركز فيها أفراد حركة الشباب. وتعد هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها المطار - الواقع على بعد 17 كلم غرب كيسمايو - لقصف جوي تنفذه المقاتلات الكينية، علما أنه يتميز بالمواصفات العالمية لكنه يحتاج لإعادة ترميم وصيانة. ومنذ سيطرة الإسلاميين على كيسمايو في أوت 2008، توقفت شركات الطيران المحلية عن استخدام مطار المدينة لأسباب تقول إنها أمنية، إضافة إلى وقف مالكي الطائرات المدنية رحلاتها إلى كيسمايو. وكيسمايو - المطلة على البحر الأحمر - هي آخر معقل كبير تحتفظ به حركة الشباب بعد أن طردت من معظم المناطق الرئيسية التي كانت تسيطر عليها في الصومال، على يد قوة سلام أفريقية تضم كينيا وأيضا إثيوبيا وتعرف اختصارا ب”أميسوم”. وأرسلت كينيا جنودا ودبابات إلى الصومال للمشاركة في محاربة الحركة التي تقول الولاياتالمتحدة إنها مرتبطة بالقاعدة. لكن القوات الكينية لم تشن بعد هجوما حاسما على كيسمايو، وما زالت تتمركز على بعد 40 كلم من المدينة الاستراتيجية. وأكد شهود عيان للجزيرة نت عبور أرتال من الدبابات الكينية الجديدة عبر بلدة طوبلي الحدودية، ووصولها إلى مدينة قوقاني. وأكد مصدر عسكري صومالي أن القوات الجديدة ستكون جزءا من القوات المشتركة المرابطة حاليا في بلدة جنان أبدلي، التي يقال إنها ستتجه قريبا إلى كيسمايو. وانتخب الصومال مؤخرا رئيسا جديدا هو حسن الشيخ محمود، كما اختار برلمانا جديدا، ودستورا انتقاليا. وقرر الاتحاد الأوروبي في ضوء هذه التطورات زيادة مساعداته للقوة الأفريقية في الصومال بمبلغ 82 مليون يورو، ليصل تمويله الإجمالي للوحدات الإفريقية إلى 412 مليون يورو. وقال الاتحاد إن المعونة الجديدة ستسمح للقوة الأفريقية بأن تبلغ تعدادها الأقصى وهو 17731 جندي، كما نص عليه تفويض أممي انتشرت بموجبه. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن الصومال فتح ”عهدا جديد” بانتخابه رئيسا وبرلمانا جديديْن وتبنيه دستورا انتقاليا. وجاء التعهد الأوروبي الجديد قبل لقاء رفيع المستوى حول الصومال يعقد هذا الأسبوع في الجمعية العامة الأممية، وتحضره آشتون.