تين هينان، اسم مركب من كلمتين ”تين” و”هينان”، في التماهاق القديمة وتعني ”ناصبة الخيام”، حيث يرجح المؤرخون أنها كانت كثيرة الترحال. وقد ورث أبناؤها بعدها الترحال. يقال إن ملكة الطوارق حكمت في القرن الخامس الميلادي، وكانت تتمتع بالحكمة ورجاحة العقل أهلتها لتسوس شعبها. والأساطير تقدم تين هنان كفارسة كانت تدافع عن أرضها و شعبها ضد الهجمات الآتية من قبائل النيجر وموريتانيا وتشاد. يقال إنها قدمت من منطقة تفيلالت لتستقر في الأهڤار رفقة خادمتها ”تاكامات” وعبيدها. وتقول الأسطورة إن الملكة تاهت في الصحراء ونفد الزاد والماء من راحلتها وأشرفت على الهلاك، حتى تنبهت خادمتها إلى قوافل النمل على الطريق، فتتبعت الملكة طريق النمل حتى وصلت إلى الأهڤار حيث وجدت الماء والكلأ، وهناك شيدت وأقامت مملكتها التي قهرت منها الغزاة القادمين من إفريقيا، وامتدت مملكتها لتشمل قبائل طوارق الصحراء الإفريقية من الجزائر إلى ليبيا ومالي والنيجر والتشاد. عثرت بعثة أمريكية فرنسية على الهيكل العظمي للمرأة الأسطورة سنة 1925 من قبل بعثة أمريكية - فرنسية بمنطقة أبالسة، حيث تمت إقامة متحف لها بأبالسة، يضم خلاصة تاريخ هذه الملكة التي ينحدر منها نسل قبائل طوارق للصحراء الإفريقية التي عاشت في القرن الخامس الميلادي، فيما تم نقل هيلكلها إلى متحف الباردو بالعاصمة. وتقول الأسطورة إن ابن الملكة تين هينان ”اهڤار” فر بجيشه من أرض المعركة وخجل من أن يدخل الديار وهو منهزم لأنه أمير وابن ملكة، وعندما طال به الحال و نفد زاده دخل الديار رفقة جنوده وهم ملثمون هروبا من عار الهزيمة، ودرج بعدها رجال الأهڤار على وضع اللثام على مر العصور. وتعد العمامة علامة على طبقة الرجال، فالنبلاء يضعون عمامة تصل إلى سبعة أمتار، فيما العبيد والطبقات الدنيا لا تتجاوز طول العمامة 3 أمتار. وظلت الكثير من الأساطير تتداول عند الطوارق، حيث كان مجتمع أسند الحكم إلى المرأة لعقود من الزمن، ومن هذه التقاليد تستمد المرأة مكانتها في المجتمع الترقي إلى اليوم.