يستأنف الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا، مهمته في هذا البلد خلال الأسبوع المقبل، وسيبذل مزيدا من الجهود لفتح باب الحوار بين الحكومة السورية ومعارضتها، أما مصر فتواصل جهودها لإنجاح مبادرة الرباعية، مع استمرار الخلاف بين أعضائها حول مسألة التغيير، وفي غياب السعودية عن اجتماعها الأخير. فمن المقرر أن يعود المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي، إلى المنطقة في محاولة جديدة لإيجاد حل للأزمة السورية، التي يحذر الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، من تداعياتها، في حين تشدد المعارضة على موقفها الداعي إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل أي تسوية سياسية. واستنادا لتصريحات يان إلياسون، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، سيعود الإبراهيمي إلى المنطقة هذا الأسبوع، في محاولة لخفض حدة القتال تمهيدا لإجراء حوار سياسي، إذ أعرب إلياسون عن أمله بأن توافق الحكومة السورية على وقف قصف شعبها لخفض العنف، ووقف إطلاق النار في أحسن الأحوال، من أجل تحسين فرص التقدم على الصعيد السياسي بين النظام السوري والمعارضة. ولفت المسؤول الأممي إلى أن الإبراهيمي سيعمل من القاهرة اعتبارا من الأسبوع المقبل، ليكون أكثر قربا من المنطقة ويعمل بشكل وثيق مع المسؤولين المصريين. وكان الإبراهيمي أعلن مؤخرا عزمه على فتح مكتب لفريقه في القاهرة، إضافة إلى مكتبه في دمشق، وعلى العودة إلى المنطقة بعد مشاورات على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. من جهته، أكد وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، أن هناك اتفاقاً في إطار مجموعة العمل الرباعية التي شكلتها مصر وتضم السعودية وتركيا وإيران، على حتمية التغيير في سوريا، لكنه أشار إلى أن ”الخلاف يتمحور حول كيفية الوصول إلى هذا التغيير”. وقال عمرو، في مقابلة مع ”الحياة”، على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن مصر ”ناشطة في تقريب وجهات النظر ضمن إطار مجموعة العمل الرباعية”، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة تدعمنا في هذه المبادرة”، واعتبر أن ”إرسال أية مساعدات عسكرية إلى النظام السوري مشاركة في القتل، وأي دعم سياسي له يساهم في إطالة أمد الأزمة”. وشدد على أن الرئيس السوري بشار الأسد ”لا يمكن أن يكون طرفاً في أية مفاوضات مقبلة”. وفي التداعيات الإقليمية والدولية للملف السوري، حذر الرئيس أحمدي نجاد من أن الأزمة في سوريا يمكن أن تبتلع المنطقة، واتهم بعض السوريين بمحاولة استخدام الأزمة لتسوية حسابات مع طهران. ومن جانبه، حذر نبيل العربي، أول أمس الثلاثاء، في القمة الثالثة للدول العربية، ما وصفه بتداعيات كارثية للأزمة السورية على المنطقة العربية برمتها، ووصفها بأنها تحد رئيس للدول العربية في هذه اللحظة. ودعا إلى ضرورة إنهاء ”جرائم الآلة العسكرية للدولة السورية والعنف الذي تمارسه المعارضة”، وأعرب عن أمله بأن يحصل الشعب السوري على ما يطمح إليه من ديمقراطية. أما رئيس الوزراء السوري المنشق، رياض حجاب، فتحدث، في تصريحات تلفزيونية، عن رفض الأسد لطلب مسؤولين كبار في نظامه بالحوار مع المعارضة. وعلى جبهات القتال، قتل 40 شخصا على الأقل، في سلسلة انفجارات وسط مدينة حلب بشمالي سوريا، أمس الأربعاء، حسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن مصادر طبية. وذكر التلفزيون الرسمي أن أربعة انفجارات هزت ساحة سعد الله الجابري الرئيسية، وأن انفجارا خامسا وقع على بعد بضع مئات الأمتار على مشارف المدينة القديمة، حيث دارت اشتباكات بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة. وأظهرت قناة الإخبارية الموالية للحكومة السورية لقطات لأربع جثث، إحداها مغطاة بالتراب بعد إخراجها من تحت ركام مبنى منهار ووضعت على متن سيارة نقل. وقالت صحيفة الديار اللبنانية في نبأ خاص بعددها الصادر أول أمس الثلاثاء، إن الرئيس السوري بشار الأسد توجه فجرا إلى مدينة حلب للإشراف بنفسه على المعركة المحتدمة بين قواته ومقاتلي المعارضة، كما دفن حزب الله اللبناني اثنين من مقاتليه، أحدهما عضو بارز بالجناح العسكري، بعد أن قتلا قرب بلدة القصير الحدودية السورية بريف حمص، حيث تقاتل كتائب للجيش الحر للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد الحليف الأبرز للحزب، وذلك وفق ما ذكرت مصادر محلية لبنانية.