أكدت مصادر مطلعة أن 10 أمراء مقربين من دروكدال، دخلوا في مفاوضات جادة مع عائلاتهم كدفعة أولى من أصل 80 إرهابيا كانوا قد رفعوا مؤخرا رايات بيضاء بهدف وضع السلاح ونزولهم من الجبل، وهي الاتصالات التي عرفت حسب ذات المصادر، تقدما في انتظار تجسيدها خلال الأيام القليلة المقبلة على أن تكون على شكل مراحل. وحسب المصادر ذاتها، يتعلق الأمر خصوصا بأمراء ضمن سريا وكتائب ميزرانة، ايعكوران، النور والأرقم المتمركزة ببومرداس. وحتى الفاروق والنور والذين كان قد التحق غالبيتهم بالعمل المسلح منذ التسعينيات ليجدوا اليوم أنفسهم مرغمين على الاستسلام بفعل الحصار الذي فرضته الأجهزة الأمنية عليهم عبر معاقلهم بمنطقة القبائل. العمليات العسكرية التي باشرتها قوات الجيش الوطني الشعبي القادمة من مختلف النواحي العسكرية للوطن خلال الأيام الأخيرة والتي استهدفت عدة مناطق بولاية تيزي وزو، آتت أكلها بعد الحصار الذي فرضته على أتباع عبد المالك دروكدال، الذي قالت بشأنه مصادر أمنية متتبعة للشأن الأمني بمنطقة القبائل، أنه ما يزال مختبئا بمعاقل أكفادو الحدودية لبجاية، والذي سيكون المحطة القادمة المستهدفة من طرف قوات الأمن المشتركة التي تريد الحصول عليه حيا، كونه الرأس المدبر لجميع العمليات الإرهابية التي تشهدها ولايات وسط البلاد، بل وصل به الحد، حسب ذات المصادر، إلى الاستعانة بخلايا دعم يتجاوز عددها عناصر 30 فردا تنشط في الخفاء والتي تم كشف خيوطها الأسبوع الأخير، من طرف قوات الجيش لاسيما تلك النشطة عبر ايعكوران اكفادو ميزرانة، وصولا إلى سيدي علي بوناب، والتي يقوم أفرادها بمد أمراء السرايا والكتائب بالمال والمواد الغذائية وتحركات مصالح الأمن بالمنطقة. وأضافت ذات المصادر، أنه و في انتظار الشروع في هذه العملية التي ستكون نوعية تبقى اهتمامات الأجهزة الأمنية حاليا في مواجهتها لأمراء السرايا والكتائب خصوصا مع التصريحات التي أدلى بها أمير سرية الفاروق أبو دجانة، الذي يعد من أحد المقربين لدروكدال مفادها وجود مخبأ سري به أزيد من 15 مليار سنتيم، كان قد تم جمعها خلال نصبهم للحواجز المزيفة والاختطافات بين تيزي وزو وبومرداس، خاصة وأن أبو دجانة، البالغ من العمر45 سنة، يعد صانع القذائف والذي كان قد التحق بالعمل المسلح خلال الأزمة الأمنية في التسعينيات، رافضا الامتثال لميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وأضافت مصادرنا، أن نشاط جماعة هذا المسلح الذي سلم نفسه مؤخرا لأمن واضية قد امتد إلى غاية البويرة، بحثا منه عن متطوعين جدد ضمن خلايا الدعم والإسناد التي تبقى هي الأخرى محل مطاردة من طرف مصالح الأمن كونها الشبكات الأكثر خطورة بالنظر إلى نشاطها السري عبر القرى والمداشر النائية.