مريان يطالب بإيفاد لجان تحقيق ذات مصداقية وحوار فعلي مع الشركاء الاجتماعيين حذّرت ”السناباست” وزير التربية الجديد، من انفجار وشيك في قطاع التربية جراء صمته على المهازل والفضائح التي يعرفها القطاع منذ الدخول المدرسي 2012/2013، الذي اعتبرته كارثيا في كل مستوياته، مطالبة بإيفاد لجان تحقيق للوقوف على حجم كوارث القطاع عبر ربوع الوطن التي رهنت مستقبل التلاميذ، الضرر الذي طال موظفي القطاع وتفشي ظاهرة العنف المدرسي بشكل غير مسبوق، حيث تمّ الاعتداء على أكثر من ألف أستاذ فقط منذ الدخول الحالي. لا يزال قطاع التربية الوطني يعيش تحت اضطرابات ومشاكل خطيرة رغم مرور شهر ونصف على تنصيب الوزير الجديد عبد اللطيف بابا أحمد، خليفة أبو بكر بن بوزيد، حيث أجمعت نقابات التربية على عدم وجود أي تحسينات ومبادرات كفيلة بالقضاء على المشاكل المطروحة في الموسم الدراسي 2012/2013، والتي قد تعجّل بعودة الإضرابات بالمدارس رغم أنها قد عادت في بعض الولايات. وللوقوف على الوضع المتعفن الذي يعرفه قطاع التربية، وعلى حد قول المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان، اجتمع المكتب الوطني بمنسقي الولايات بالمقر المركزي يوم السبت المنصرم، بالعاصمة، في ظرف ينبئ -حسبه- بانفجار وشيك في قطاع التربية جراء المهازل والفضائح التي ولدها ”ليس سوء التسيير وحسب بل الفساد الإداري الذي تفشى في القطاع وعلى كل المستويات، وهو ما بات مؤكدا ودون أي شك”. ونقل مزيان، في بيان استلمت” الفجر” نسخة منه ،أن ”كل التقارير الولائية أجمعت على دخول مدرسي كارثي ومأساوي بكل المعايير ميزه الاكتظاظ القياسي لسنوات السنة الأولى ثانوي وعبر أكثر من 35 ولاية، والذي بلغ حد 48 تلميذا بالقسم الواحد، عكس ماجاء في التقارير المغلوطة والمزيفة لبعض مديري التربية، وزاد من حدتها النقص الفادح في أساتذة مادتي الرياضيات والفيزياء عبر كثير من ولايات الوطن زيادة على اللغات الأجنبية بالنسبة لولايات الجنوب، فكثير من التلاميذ لم يدرسوا هذه المواد لحد الآن”. ألف حالة عنف ضد الأساتذة منذ بداية الدخول المدرسي وحذّر مزيان، ومن خلال التقرير من تواصل المسلسل العقابي ضد أساتذة التعليم التقني واستمرار معاناتهم من التعيينات المتسلطة وتدريسهم لمواد في غير تخصصهم، إضافة إلى مادة الإعلام الآلي، مشيرا إلى تجاوزات خطيرة سجلت في مسابقات التوظيف و”خروق قانونية أخرى ستٌطرح ضمن تقرير مفصل على الوصاية خلال الاجتماع الفردي المرتقب مع نقابتنا”. و”يحدث هذا أمام صمت رهيب وغير مبرر من طرف السلطات العمومية، يقول مزيان، التي لم تكلف نفسها إيفاد لجان تحقيق للوقوف على حجم كوارث القطاع عبر ربوع الوطن التي رهنت مستقبل الأجيال، ناهيك عن الإرهاق والضرر الذي طال موظفي القطاع وتفشي ظاهرة العنف المدرسي بشكل غير مسبوق والذي يدفع ثمنه الأساتذة بالخصوص، فقد تمّ الاعتداء على أكثر من ألف أستاذ فقط منذ الدخول الحالي والرقم مرشح للتضاعف خاصة مع اقتراب موعد الامتحانات”. وأمام هذا الوضع المتعفن، طالبت ”السناباست” وزير التربية بالتدخل العاجل والفوري لإنقاذ القطاع، وذلك بإيفاد لجان تحقيق ميدانية وذات مصداقية، كما دعته إلى مباشرة الحوار مع الشركاء الاجتماعيين للفصل في الملفات التي مازالت عالقة كالقانون الخاص، الخدمات الاجتماعية، المناصب المكيفة، الساعات الإضافية وغيرها وكذا المطالب المشروعة المهضومة لأساتذة الجنوب والتي يُروج لها حاليا من قبل أطراف معينة لتتعدى وترتقي إلى مطالب سياسية قد تضرب وحدة الوطن، خاصة في الظرف الراهن الذي تشهده المنطقة”. من جهتها، تحذر”الكناباست”، من تراكم المشاكل على مستوى عدة أولويات التي دخل أساتذة الثانويات في إضراب منذ3 أسابيع على غرار البليدة، وحتى بغرب العاصمة، ودعت إلى تسوية عاجلة لمطالبهم قبل الدخول في إضراب وطني.