طرح مخرجون شباب خلال لقاء جمعهم، أول أمس، بمتحف السينما بالعاصمة، إشكالية غياب الثقافة السينمائية عن المجتمعات المغاربية وانعكاسات ذلك على الفن السابع، داعين في الوقت ذاته إلى العمل الجدي لتجسيد سوق خاص بالسينما في دول المغرب العربي. شارك في إثراء الندوة التي عنونت ب ”الجيل الجديد للسينما ”، وجوها سينمائية شابة من الجزائر، تونس والمغرب مثلها كل من المخرج التونسي رفيق العمراني، المغربي علي بن جلون وكريم صياد من الجزائر، وأدار اللقاء الثنائي أحمد بجاوي ومحمد بن صالح، وبحضور جمال الدين حازورلي، عبد الإله الجوهري وغيرهم من المهتمين بالفن السابع في المغرب العربي، حيث أجمع هؤلاء على حتمية ربط الصلة مجددا مع جمهور الشاشات الكبيرة وترسيخ ثقافة التفاعل مع الإنتاج السينمائي على اختلاف مستوياته، واعتبر رفيق العمراني أنه لا القرصنة ولا مشكل القاعات يشكلان وحدهما حجر العثرة في وجه السينما في بلدان المغرب العربي لأن المشكل الحقيقي حسبه هو غياب الثقافة السينماتوغرافية عن هذه المجتمعات، وانعدام التواصل بين أهل الفن والجماهير العريضة، وشاطره الرأي المخرج والناقد المغربي عبد الإله الجوهري الذي نوّه بدوره إلى غياب النوادي السينمائية التي طالما لعبت دورا هاما في تقريب السينما من عمق المجتمعات. من جهته، قال علي بن جلون إن السينما في المحيط المغاربي بحاجة إلى إرادة سياسية حقيقة تَدعمها وخلق تنافس حقيقي بين المبدعين لرفع مستوى الإنتاج السينمائي، وشاطره الرأي المخرج الجزائري الشاب صياد الذي قال إن المخرجين الشباب بحاجة إلى التشجيع من قبل الفاعلين في حقل السينما والقائمين على شؤون هذا القطاع، وانتقد محمد بن صالح افتقار الساحة السينمائية إلى النقاشات الهادفة التي تخدم الفن السابع وغياب المختصين المتمرسين في هذا المجال لإثراء التواصل مع السينمائيين الشباب.