من مظاهر فرحة العيد عند العائلات الجزائرية ارتباط الأطفال بالأضحية وعقدهم لعلاقة مميزة مع الكبش من خلال اللعب معه أوتزيينه بالحناء أو حتى تقديم الطعام له، الأمر الذي يحول يوم النحر عند البعض إلى يوم للبكاء والحزن و”رثاء” الكبش، حيث يجد الأطفال صعوبة في مفارقته بين يوم وليلة، وهو الذين عقدوا معه علاقة مميزة.. الأمر الذي يجعل الأولياء يواجهون صعوبات كبيرة في إقناع أولادهم أن ذبح الكبش سنّة وفرحة أيضا. وقد تمتد تلك الصعوبات إلى ما بعد العيد، حيث يرفض الأطفال أكل لحم الكبش، خاصة إذا حضروا عملية الذبح، كما قد يواجه البعض منهم اضطرابات نفسية قد تؤدي إلى تعقيدات الخوف من الدم والإقلاع كليا عن أكل اللحم. يجد العديد من الأولياء أنفسهم صبيحة يم العيد يواجهون مهمة صعبة تتمثل في إقناع أبنائهم الصغار بضرورة ذبح الكبش، لأن الأطفال يبكون ويترجون آباءهم ترك الكبش حيا لأنهم عقدوا معه صداقة وصار فردا من العائلة يقومون بإطعامه ووضع الحناء على رأسه واللعب معه، خاصة إذا اضطرت العائلة إلى وضع الكبش في أقبية العمارات أومكان ملحق بالبيت، حيث يكون في تواصل دائم مع الأطفال، الأمر الذي يصعب من مهمة الأولياء في إقناع أبنائهم بذبح الكبش فقد يعاند الطفل أباه ويطلب منهم باستماتة الإبقاء على الكبش وشراء آخر من أجل ذبحه، لأن الكبش المعني صار صديقا أو أكثر من حيوان يمكن رؤيته معلقا على حبل بعدما كان يدب على أربعة. وتجنبا للتعقيدات التي قد تثيرها عملية ذبح الأضحية عند الأطفال ينصح المختصون الأولياء بعدم ترك أبنائهم يحضرون عملية ذبح الكبش، لأن ذلك من شأنه أن تكون له عواقب وخيمة على تكوين شخصية الطفل وقد تخلق له تعقيدات مستقبلا. حيث تؤكد الأخصائية النفسية جليلة زهيد رحالي أن حضور الطفل لعملية ذبح الكبش ورؤيته للدماء من شأنها أن تؤثر سلبا على نموه الشخصي، خاصة إذا كان في مرحلة عمرية بين 6 و 8 سنوات لأن هذا من شأنه أن يحدث خللا في النمو النفسي للطفل الذي يكون في سن الثامنة، لأنه يكون خلال هذه مرحلة في فترة انتقال من السن الطفولة إلى مرحلة الرشد، وأي مؤثر مزعج قد تكون له عواقب وخيمة على نمو شخصية الطفل وقد تعقده إلى الأبد. لهذا تؤكد الأخصائية جليلة زهيد أنه من المستحسن عدم ترك الأطفال يحضرون عملية ذبح الكبش واستبعادهم قدر الإمكان عن مظاهر الدم. من جهته أكد الدكتور كمال بوزيدي، المختص في الشريعة الإسلامية، أنه من المستحب استبعاد الأطفال الصغار عن حضور الذبح والسلخ وكل ما له علاقة بالدم، لأن الطفل قد يتعقد وتخلف له العملية اضطرابات نفسية، والدين الإسلامي دين تربية وحماية للإنسان من كل الجوانب. لهذا يقول الدكتور بوزيدي إنه من الجميل أن يشارك الأطفال في مظاهر فرحة عيد الأضحى، لكن لا ينبغي أن تكون على حساب صحتهم وسلامتهم، لهذا فمن المستحب استبعاد الأطفال لحظة نحر الخرفان.