قال شهود عيان ومصادر طبية، إن أكثر من 40 شخصا، قتلوا على يد قوة عسكرية في مداهمات كانت مدينة مايدوغوري النيجيرية مشرحا لها مساء الخميس المنقضي، في عمليات تصفية جاءت بعد يومين من حديث منظمة العفو الدولية عن انتهاكات حقوقية جسيمة يرتكبها الجيش في حربه ضد جماعة بوكو حرام، المطالبة بتطبيق الشريعة في شمال البلاد. ونقلت وكالات الأنباء عن شهود عيان ومسؤولين في مستشفى ومشرحة مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو الشمالية، حديثهم عن أكثر من 30 قتيلا سقطوا برصاص قوة عسكرية، أغلبهم شباب اعتقلوا خلال مداهمات استهدفت أكثر من حي، ورفض جميع من تحدثت إليهم الوكالات كشف هوياتهم، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شاهد قوله ”طلبوا من الأطفال أن ينبطحوا ووجوههم إلى الأرض، ثم طلبوا منا أن نشيح بأنظارنا.. كل ما سمعناه كان صوت الطلقات النارية”. وتحدث شاهد ثان للوكالة نفسها عن مشهد كأنه من الأفلام، فقد ”أخذوا الشباب من بيوتهم، وكانوا يقتلونهم رميا بالرصاص على مرأى من الجميع”، ونقلت رويترز من جهتها عن موظف محلي قوله ”اقتحم جنود في منطقة غمبارو المكان ومعهم واشٍ يدل على الإرهابيين المشتبه بهم، وكانوا يقتلون البعض في المكان نفسه ويقتادون البقية”، لكن الجثث التي حملها الجنود إلى مشرحة المدينة كانت جثث شباب لم يبدُ أنهم مقاتلون مسلحون، كما ذكر مسؤول في المستشفى العام لمايدوغوري لوكالة أسوشيتد برس، ورفض مصدر عسكري في المدينة التعليق لوكالة الأنباء الفرنسية على الاتهامات، واكتفى بالقول إن عمليات القتل إن حدثت فستكون ”غير مبررة”. وإذا ما تأكدت هذه الاتهامات، فستكون ثاني عملية قتل جماعي في مايدوغوري خلال أقل من شهر، ففي الشهر الماضي قتل جنود أكثر من 30 مدنيا وأحرقوا مساكن في المدينة بعد مقتل ملازم في انفجار قنبلة يعتقد بأن من زرعها أفراد من بوكو حرام، وفي حادث منفصل في مايدوغوري لقي جنرال متقاعد مصرعه برصاص مسلحين، وجاءت أعمال القتل الجديدة بعد يومين فقط من تقرير لمنظمة العفو الدولية اتهم الجيش النيجيري بالضلوع في انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان خلال حربه ضد بوكو حرام.