عقد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى أمس اجتماعا مع المبعوث الاممى-العربى المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمى بمقر الامانة العامة للجامعة العربية وذلك قبل لقائهما مع وزير خارجية روسيا سيرغى لافروف وقبيل الاجتماع الذي ستعقده اليوم المعارضة السورية في الدوحة لمناقشة المبادرة القطرية الجدية، في احين اشتكت اسرائيل الى الاممالمتحدة دخول دبابات سورية الى المنطقة العازلة في الجولان. قال الجيش الإسرائيلي إن الجيش السوري أدخل ثلاثة دبابات سورية إلى المنطقة العازلة بين البلدين في الجولان وهي منطقة منزوعة السلاح. وأفادت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي بأن إسرائيل تقدمت بشكوى للأمم المتحدة بهذا الشأن. وقال مصدر مسؤول فى الجامعة العربية ان لقاء العربى والابراهيمى ”جاء بهدف التشاور وتنسيق المواقف العربية قبل الاجتماع مع لافروف والذى تتبنى بلاده موقفا مغايرا حيال الازمة السورية”. و اضاف المصدر ان العربى والابراهيمى سيبحثان مع لافروف الوضع الراهن فى سوريا ومحاولة الوصول إلى بلورة رؤية مشتركة ، او خطة جديدة ، يمكن البناء عليها فى حل الازمة فى سوريا ، خاصة مع تفاعلات الموقف الامريكى السلبى من المجلس الوطنى السورى، والذى عبرت عنه وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون والمبادرة التى اطلقها النائب السابق والمعارض رياض سيف”. وجاء هذا اللقاء، قبل يوم عن انعقاد الاجتماعات الموسعة للمعارضة السورية بمختلف أطيافها في العاصمة القطرية الدوحة. وبينما يُرتقب أن يناقش المجتمعون مستقبل تمثيل المعارضة، قررت هيئة التنسيق الوطنية مقاطعة مؤتمر الدوحة لأنه سيكون ”سببا لزيادة الفرقة والتشرذم”. واعتبر عضو مكتب العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني السوري عبد الرحمن الحاج، أن هناك مشاكل بنيوية تواجه المجلس سيسعى لعلاجها خلال اجتماع الدوحة. وأوضح للجزيرة أن المجلس سيسعى إلى ”ترسيخ الديمقراطية الداخلية وإعادة تشكيل هيئاته”.من جانبه قال المعارض السوري كمال اللبواني إن المجلس الوطني غائب عن الثورة بطريقة عمله الحالية، وأكد أن الثورة بحاجة إلى ”فئة أخرى متماسكة وقادرة على إدارة الصراع بشكل أفضل”. واعتبر اللبواني في تصريح للجزيرة أن المجلس ”أصبح عائقا وأداة تعطيل”، وأن ”العالم غيّر من نظرته للمجلس، وهو الآن مع المبادرة التي أطلقتها مجموعة من المعارضين وهدفها إنشاء قيادة سياسية جديدة للمعارضة”. وخلص اجتماع احتضنته العاصمة الأردنية عمان يوم الخميس الماضي إلى تشكيل ما سمي بهيئة المبادرة الوطنية التي تهدف إلى إنشاء قيادة سياسية جديدة للمعارضة السورية قبل إعلان حكومة مؤقتة في المنفى. وحضر لقاء عمان 25 شخصية بينها رياض سيف الذي دعا إلى الاجتماع ورئيس الوزراء المنشق رياض حجاب وكمال اللبواني وممثل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني. ووفقا لمحمد العطري المتحدث باسم رياض حجاب، فإن النائب السوري السابق رياض سيف سيعلن خلال اجتماع الدوحة عن المبادرة الوطنية السورية. وأوضح أن المبادرة ”عبارة عن إنشاء جسم سياسي جديد للمعارضة السورية يكون ممثلا لجميع شرائح المعارضة، ويتكون من المجلس الوطني (الأعضاء ال14) والمجلس الوطني الكردي (3) والمجالس المحلية التي تعنى بتنظيم الشؤون في الداخل، والمجالس الثورية في الداخل، والشخصيات السياسية والتاريخية، وهيئة علماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين”. وأشار العطري إلى أن ”مشاورات ستجري لمعرفة ما إذا كانت هذه المبادرة ستشكل جسما بديلا عن المجلس الوطني أو ائتلافا جديدا”.في المقابل أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي عدم مشاركتها في مؤتمر الدوحة. وقال بيان صادر عن الهيئة إن الدعوة إلى المؤتمر ”ينقصها التحضير الجيد والمشاركة المسبقة في الإعداد”، مشيرا إلى أن المؤتمر ”لن يكون خطوة بناءة في عملية توحيد المعارضة بقدر ما سيكون سببا لزيادة الفرقة والتشرذم”. و قرر المكتب التنفيذي للهيئة ”عدم مشاركة الأحزاب والشخصيات المنضوية في الهيئة بهذا المؤتمر”، معتبرا أن الدعوة إلى عقده ”لا تعبّر عن إرادة السوريين المستقلة”. ورأى بيان الهيئة أنه ”من المناسب عقد هذا المؤتمر في القاهرة، على أن تدعى إليه كافة أطياف المعارضة السياسية وقوى الحراك وممثلون عن المعارضة المسلحة الديمقراطية، تحت إشراف الجامعة العربية وبمشاركة المبعوث المشترك السيد الأخضر الإبراهيمي. وطالبت الهيئة بأن تكون مهمة هذا المؤتمر ”صياغة تصور تنفيذي يحقق الغايات الوطنية للثورة السورية في قيام النظام الوطني الديمقراطي الذي يشمل جميع السوريين ويحقق تطلعاتهم نحو الحرية والكرامة والديمقراطية”. ويأتي اجتماع الدوحة بعد دعوة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأربعاء الماضي إلى تجاوز المجلس الوطني السوري وضم من قالت إنهم ”يقفون في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون”، مشيرة إلى أن المجلس يمكن أن يكون جزءا من معارضة أكبر. ورفض المجلس دعوة كلينتون ورأى فيها ”محاولة لإيذاء الثورة وزرع بذور الفرقة والاختلاف بين مختلف أطيافها”.