قال وزير العدل المصري أحمد مكي، إن الدستور المصري سيصدر في موعده وإن القضاة سيشرفون على استفتائه، ولن يستجيبوا لدعوة مجلس إدارة نادي القضاة بمقاطعته، كما أعلن حزب ”السلامة والتنمية” الذراع السياسية لتنظيم ”الجهاد” و”الجماعة الإسلامية” في مصر عزمهما تشكيل تحالف لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، بهدف إعلان مصر دولة إسلامية خالصة وليس ”مدنية بلا هوية”. وأضاف مكي، أن مجلس القضاء الأعلى سيحقق في البلاغات المقدمة ضد النائب العام ويحيلها للتحقيق إذا ثبتت جديتها، وكان مستشارو هيئة قضايا الدولة في مصر قد انتقدوا ما سمّوْه ضغوط نادي القضاة على الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، واتهموا نادي القضاة بالسعي لتحقيق مصالح شخصية، ورفض مستشارو الهيئة في مؤتمر صحفي بالقاهرة، أول أمس السبت، تهديدات نادي القضاة بعدم الإشراف على الاستفتاء في الدستور، وقالوا إن هذا التوجه يعرض مصلحة البلاد للخطر. من جهة أخرى، أكد المستشارون تأييدهم للنصوص الخاصة بالسلطة القضائية التي تضمنتها المسودة الأولى للدستور، ورفضهم ”كافة الضغوط التي تمارس على الجمعية التأسيسية سواء من داخلها أو خارجها. وتأتي هذه التطورات بعد يوم من مشاركة 22 ائتلافا وحركة إسلامية الجمعة المنصرم، فيما أطلق عليها مظاهرات جمعة تطبيق الشريعة، حيث نظمت حملة توقيع بعنوان ”الشريعة الإسلامية مصدر كل تقنين قانوني”، وطالبت تلك القوى بصياغة دستور يتوافق مع هوية الدولة الإسلامية والنص في المادة الثانية للدستور الجديد على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، في حين أعلنت جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي عدم مشاركتهما في المظاهرات، بينما شاركت فيها كل من جماعة أنصار السنة وحزب البناء والتنمية والجبهة السلفية. جاء ذلك بعد أن طالب قادة ”قوى مدنية” الجمعية التأسيسية المعنية بوضع الدستور بالتأني في صياغة مواده، وحذّروا من التعجل في الانتهاء منه وعرضه للاستفتاء العام الشهر المقبل، وهدّد العشرات من أعضاء الجمعية التأسيسية بالانسحاب منها إذا استمر العمل بالخطة المقترحة والبرنامج الزمني لعمل الجمعية لإنهاء مشروع الدستور في أسبوعين. وفي بيان أصدره، الخميس، ثلاثون منهم حمل عنوان ”بيان إلى الأمة”، قالوا إن البرنامج الزمني لعمل الجمعية سيؤدي بالضرورة إلى ما وصفوه ب ”سلق للدستور” وتقديم ”نصوص ركيكة وناقصة” ستضر بمصالح مصر والمصريين، وأكدوا رفضهم لفرض عنصر السرعة وتفضيله على عنصر الكفاءة والجودة في مسودة الدستور. ومن جهة أخرى، أعلن حزب ”السلامة والتنمية” الذراع السياسية لتنظيم ”الجهاد” و”الجماعة الإسلامية” في مصر عن عزمهما لتشكيل تحالف لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بهدف إعلان مصر دولة إسلامية خالصة، وليس ”مدنية بلا هوية”، حسب تعبيرهما. ونقل موقع ”المصري اليوم” الإعلامي عن محمد أبو سمرة أمين عام حزب ”السلامة والتنمية” قوله إن اجتماعا للتحالف الجديد الذي سيحمل اسم ”ائتلاف الشريعة الإسلامية” قد يعقد اليوم الإثنين، وسيضم كل رموز الحركات والأحزاب الإسلامية. وأشار أبو سمرة، إلى أن الاجتماع سيضع خطة للمرحلة المقبلة سيعلن فيها أنه ”لن يتم بعد اليوم التنازل عن إقامة الدولة الإسلامية”. وأضاف قوله: ”لن نخضع لابتزاز الليبراليين والعلمانيين واليساريين في الخضوع لإطلاق لفظ الدولة المدنية فقط على مصر”. ووجه الأمين العام لحزب ”السلامة والتنمية” انتقادات إلى جماعتي الدعوة السلفية والإخوان المسلمين ل ”تقاعسهما غير المبرر عن المشاركة في مليونية تطبيق الشريعة” يوم الجمعة الماضي. وقال إن ”الإخوان يلعبون سياسة قذرة، وأن المليونية نجحت دون مشاركتهم”.