دق فريق طبي لأمراض القلب والشرايين بمستشفى وهران، ناقوس الخطر بعد تسجيل ارتفاع في عدد الوفيات، وذلك في غياب التكفل الفعلي بالمرضى لدى مصالح الضمان الاجتماعي من الأشخاص غير المؤمنين وكذا المعوزين. ويبقى الفقراء الشريحة الأكثر تضررا في المجتمع، خاصة في ظل نقص الأدوية والأشعة، وارتفاع تكاليفها، خاصة بالنسبة للأشخاص غير المؤمنين الذين وجدوا أنفسهم بين المطرقة والسندان وبين المرض والموت، ولم يجدوا آذانا صاغية لمساعدتهم في اقتناء الدواء مجانا، ما زاد في تدهور حالتهم الصحية وبالتالي التعجيل في الوفيات.. وهي الأرقام التي باتت تسجلها المصالح الطبية سنويا في ظل التزايد المقلق للوفيات نتيجة غياب استراتيجية صحية للتكفل بالمصابين بأمراض القلب.. وهي الأسباب التي زادت من ارتفاع في عدد الوفيات سنويا، بعدما تم إحصاء وفاة 30 ألف مريض، وهو الرقم الذي بات يتطلب إعداد مخطط عمل وقائي من الوزارة للتكفل واحتواء المرضى الذين باتوا يصارعون الموت بالمصالح الطبية بالمستشفيات، في غياب التشخيص المبكر للوقاية من الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين . كشف من جهته، الدكتور لكحل، مختص في أمراض القلب، أن أمراض القلب أصبحت تشكل اليوم نسبة عالية في الجزائر بعدما أصبحت الأرقام مرعبة وتعكس معاناة المرضى مع الألم وغياب التكفل الأنجع بهم، في الوقت الذي تقارب نسبة الوفيات مرضى القلب بمرضى السرطان، إذ تسجل أعلى نسبة من الوفيات بسبب التدخين، حيث بلغت نسبة الإصابة لديهم بأمراض القلب 12 بالمائة، ما بات يتطلب تضافر جميع الجهود للتقليص من هذه الأمراض التي أصبحت في تزايد مستمر وتفتك 30 ألف شخص سنويا. م-زوليخة المرأة أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين أكد رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض القلب والشرايين، البروفيسور ياسين بوحويتة، أن المرأة أكثر عرضة من الرجل لخطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، عكس ما كان يعتقد سابقا بأنها غير معرضة لهذا الخطر. وقال البروفيسور بوعوينة، بمناسبة تنظيم اليوم الوطني حول طب أمراض القلب والشرايين ”كنا نعتقد في السابق أن المرأة غير معرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب لكن اليوم أفادت الدراسات الجديدة أنها أكثر عرضة من الرجل”. وذكر الأخصائي بالعوامل المحفزة والتي تتمثل في النشاط ”المكثف” والأشغال المنزلية والقلق، موضحا أنه ”لدى المرأة خصائص فيزيولوجية تخفض من قدرتها على المقاومة، لاسيما أن شرايينها أرق من شرايين الرجل”. ولمواجهة هذه المخاطر اقترح البروفيسور التحكم في مرض السكري والكوليسترول والقيام بنشاط رياضي وتفادي النشاطات التي تحفز القلق. ودعا الأخصائي إلى القيام بحملات تحسيسية وتوعوية متواصلة للتحسيس إزاء مخاطر التدخين، الذي يعتبر عاملا آخرا محفزا للإصابة بأمراض القلب والشرايين. وأضاف في السياق أن ”هناك أطفال يتراوح سنهم بين 10 و11 سنة يدخنون وهو أمر مؤسف. يجب أن نرسخ التربية وفقا لقيمنا القديمة لأن أسلافنا لم يعرفوا هذا النوع من المشاكل”. كما ذكر بأنه يتم تسجيل حالة إصابة بأمراض القلب و الشرايين في اليوم بولاية الجزائر، حسب تحقيق شمل 6 آلاف مريض بمختلف المؤسسات الاستشفائية في العاصمة.