توقفت حركة الإضراب عن الطعام الذي ينفذه معتقلون أكراد في سائر أنحاء تركيا الأحد، بعد نشر رسالة من الزعيم الكردي التاريخي المسجون، عبد الله إوجلا،ن إلى أنصاره يدعوهم فيها إلى إنهاء احتجاجهم المستمر منذ 68 يوما. وقال دنيز كايا، ممثل المعتقلين المضربين، لوكالة الأنباء الكردية فرات نيوز، من السجن: ”نأخذ بالاعتبار دعوة عبد الله أوجلان وننهي تحركنا اعتبارا من 18 نوفمبر”. وقد أعلن بيانه المكتوب شقيقه محمد بعد لقائه في اليوم نفسه في السجن، ناقلا تمني الزعيم الكردي. وقال أوجلان بحسب هذه الوثيقة أن ”حركة الإضراب عن الطعام معبرة جدا. فقد بلغ هذا التحرك هدفه. أريد أن ينهوا تحركهم بلا تأخير وبلا أي تردد”. ومنذ 12 سبتمبر الماضي بدأت مجموعة من ستين معتقلا إضرابا عن الطعام ثم تبعها أكثر من 700 مقتل كردي في عشرات السجون التركية من أجل إنهاء عزلة أوجلان وتحسين مصير الأقلية الكردية، خصوصا الاعتراف بلغتهم. وهذه الحركة التي كان من الممكن أن تؤدي إلى وفاة بعض المضربين خصوصا من المجموعة الأولى برأي عدد من الأطباء، تضع الحكومة الإسلامية المحافظة برئاسة رجب طيب أردوغان في حالة من الارتباك، كما من شأنها أن تؤجج التوتر في جنوب شرق تركيا المأهول بغالبية كردية. والطريقة التي توقفت بها حركة الإضراب تكشف أيضا موقع قوة أوجلان الذي يبقى بالرغم من سجنه عاملا لا يمكن تجاوزه في النزاع الكردي في تركيا. وقد استخدم أردوغان طيلة حركة الإضراب لغة الحزم ورفض الانصياع لما سماه ”مسرحية” المضربين عن الطعام. وقال خصوصا: ”إن حكومتنا لن ترضخ للابتزاز”، مهددا بإطعام الناشطين الذين وصلوا إلى أقصى درجات الإعياء بالقوة. واستمرار حركة الإضراب سينعكس وقعها سلبيا جدا على سمعة تركيا في الخارج، ومنذ تسلمها السلطة في 2002 منحت حكومة العدالة والتنمية الإسلامية المحافظة مزيدا من الحقوق الثقافية واللغوية للأكراد. وتأتي حركة الاحتجاج في السجون، الأولى التي تواجهها، في وقت تكثفت فيه المعارك بين الجيش وحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد. وتلجأ عادة المنظمات اليسارية المتطرفة والكردية إلى ممارسة الإضرابات عن الطعام التي تسببت في وفاة أكثر من مئة شخص بين 1996 و2007 في حركات احتجاج على العزلة في السجون.