دعا، أمس، رئيس مصلحة الأطفال حديثي الولادة بالمركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا، البروفسور جميل لبنان إلى ضرورة تنظيم جلسات وطنية حول الأطفال حديثي الولادة والأممومة، وذلك من أجل مناقشة الأسباب الحقيقية وراء وافيات الأطفال في الجزائر. وكشف لبان، على هامش محاضرة له، أمس، بالسوفيتال حول ”مقاربة جديدة للولادات في الجزائر”أن هناك 20 ألف طفل ما بين 0 وسنة واحدة يموتون سنويا في الجزائر، أي ما يعادل 25.5 طفل من كل ألف ولادة حية. وأوقف البروفسور لبان، أن ثمة عدة إعاقات وأمراض تصيب الأطفال في الجزائر مردها الظروف المصاحبة للولادة، وفي ظل غياب إحصائيات دقيقة حول وفيات الأطفال ما بين 0 و28 يوما، دعا المتحدث ذاته إلى تبني سياسية وطنية تعيد النظر في القانون المتعلق بالإعلان عن الولادات وإحصاء الأطفال الذين يتوفون قبل الولادة أو بعدها مباشرة، وذلك حتى تتمكن الجزائر من الدفاع عن حظوظها ووجهة نظرها أمام المنظمات الدولية، خاصة أن المنظمة العالمية للصحة تعتبر أن نسبة الوفيات عند الأطفال مؤشر قوي لمعرفة مكانة البلد المعني في مخطط أهداف الألفية للتنمية الذي تعد الجزائر واحدة من بين أكثر من 100 دولة وقعت عليه. وفي الإطار نفسه، أشار المتحدث إلى أن الجزائر تسجل سنويا وفاة 700 أم بالنسبة لكل مائة ألف ولادة و25 في المائة من حالات الوفيات عند الأمهات تعود إلى النزيف وما يرافق العملية من سوء التكفل، في حين سجلت الجزائر 10 بالمائة من الرضع المولودين قبل الأوان أي الخدج ضمن 80 ألف ولادة المسجلة يموتون سنويا، مقابل 35.92 بالمائة من الوفيات الناجمة أساسا عن نوعية العلاج المقدم. وفي إطار حديثه عن ضرورة إعادة النظر في التكوين الميداني، قال لبان، إنهن بالإمكانيات التي تتوفر عليها الجزائر حاليا يمكنها أن تكون من حيث تخفيض مستوى الوفيات عند أطفال حديثي الولادة إلى المعدلات الموجودة في الدول الأوروبية ، لأن الأرقام المسجلة -يقول المتحدث- تبعث على القلق، حيث تبقي الوفيات عند الولادة تسجل نسبة 80 في المائة من حالات الوفيات عند الأطفال ما بين سن الصفر إلى أربع سنوات، من بينهم 50 بالمائة يموتون بعد 24 ساعة الأولى.