انتقد، رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، قرار فرنسا بتقديم الدعم للمعارضة السورية، معتبرا ذلك تجاوزا للقانون الدولي الذي يمنع الاعتراف بأي قوة سياسية داخل دولة في محل نزاع مع الحكومة المعترف بها رسميا، فيما أكد على التزام روسيا الحياد حيال النزاع الحاصل بين الأسد ومعارضيه. أكد رئيس الوزراء الروسي، دميتري ميدفيديف، أن التعاون العسكري الروسي مع سورية يتماشى مع القوانين الدولية. وأوضح ميدفيديف، في حديث مع بعض وسائل الإعلام الفرنسية، أن كل ما قامت روسيا بتوريده إلى سورية كان أسلحة للدفاع ضد العدوان الخارجي. وحول اعتراف فرنسا بالائتلاف السوري المعارض كممثل وحيد للشعب السوري، قال ميدفيديف إن هذا الأمر يخالف القانون الدولي ولا يحق لأي دولة أن تعمل على تغيير النظام السياسي لأي دولة أخرى بالقوة. وأشار رئيس الوزراء الروسي إلى أنه من الأفضل أن تصل المعارضة السورية إذا استطاعت إلى السلطة، بطريقة شرعية وليس من خلال تزويدها بالسلاح من قبل أي دولة أخرى. ولذلك فإن الرغبة في تغيير النظام السياسي لدولة أخرى عن طريق الاعتراف بأي قوة سياسية أخرى كممثل وحيد لهذه الدولة يبدو لي أمرا غير حضاري". وأضاف ميدفيديف: "لا نريد على الإطلاق أن تتقسم سورية وأن تظهر بؤرة توتر أخرى في الشرق الأوسط"، متابعا "سيستغل ذلك المتطرفون الدينيون بالتأكيد، وهذا ليس لصالح أي بلد، لا سورية ولا فرنسا ولا روسيا". وصرح ميدفيديف الذي ترك رئاسة روسيا في ماي لإخلاء الطريق أمام تولي فلاديمير بوتين المنصب، بأن مثل هذا القرار "غير مقبول". وقال ميدفيديف لصحفيين فرنسيين في مقابلة أجيز نشرها يوم الاثنين: "الرغبة في تغيير نظام سياسي في دولة أخرى من خلال الاعتراف بقوة سياسية ما على أنها الممثل الرئيسي الوحيد صاحب السيادة لا يبدو لي أنه متحضر تماما". وكرر ميدفيديف تصريحات بوتين بأن روسيا تتخذ موقفا محايدا وأنها لا تسعى إلى دعم الأسد وقال أن "روسيا لا تدعم نظام الأسد ولا المعارضة". وأضاف أن المسألة هي مدى صواب أن تقرر دعم قوة سياسية أخرى إذا كانت القوة السياسية في مواجهة مباشرة مع الحكومة المعترف بها رسميا لبلد آخر، ومن وجهة نظر القانون الدولي فهذا الأمر غير مقبول تماما". ويوجد خلاف شديد بين روسياوفرنسا بشأن الصراع في سوريا الذي يقول ناشطون أنه قتل أكثر من 38 ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات في مارس 2011. وانتقدت فرنسا ودول غربية أخرى روسيا لعرقلتها صدور ثلاثة قرارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كانت تهدف إلى الضغط على الأسد. ومن المقرر أن يلتقي ميدفيديف مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء جان مارك إيرو خلال زيارته التي تستمر يومين، وهو أول اجتماع للجنة حكومية شكلت بين البلدين منذ تولي بوتين وهولاند الرئاسة في ماي وتولي ميدفيديف وإيرو منصبيهما. وتعقد معظم الاجتماعات يوم الثلاثاء.