تناولت معظم وسائل الإعلام في فرنسا، أمس، خبر اختيار مدافع سانت ايتيان فوزي غلام اللعب للجزائر، وذلك بعد أن أعطى موافقته النهائية للفاف من أجل تأهيله للعب مع الخضر والمشاركة في كأس أمم إفريقيا القادمة، واعتبر الإعلام الفرنسي أن غلام قد فضل الألوان الجزائرية على المنتخب الفرنسي الذي ترعرع فيه، وشارك معه في مختلف الفئات العمرية، قبل أن يحسم تمثيل الخضر ضمن تشكيلة الأكابر.وأكدت الصحف والمواقع الفرنسية أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لا تزال عازمة على اصطياد المزيد من اللاعبين المكونين بفرنسا ممن يحملون أصولا جزائرية، وبالتالي الاستفادة من قانون البهاماس الذي كانت الجزائر وراء تطبيقه من طرف الفيفا. الفاف تريد كسب المزيد من لاعبي المنتخب الفرنسي قبل الكان ويأتي ضم غلام لتشكيلة المنتخب الوطني ليكون بمثابة الإضافة الكبيرة للخضر، بالنظر إلى مستوى اللاعب، والذي يعد من بين أحسن الأسماء الصاعدة في الدوري الفرنسي، كما أن سنه الصغير، وقدراته الفنية والجسمانية، تجعله من بين الأسماء التي يتمناها أي مدرب في تشكيلته. ولن يكون ضم غلام سوى بداية لعملية ضخ العديد من الأسماء مزدوجة الجنسية لتشكيلة المنتخب الوطني، حيث أكد المدرب وحيد حاليلوزيتش أنه عازم على تدعيم الخضر بأربعة أو خمسة أسماء جديدة تنشط في أوروبا، وذلك تحسبا لكأس أمم إفريقيا القادمة. وأكد المدرب الوطني حاليلوزيتش خلال ندوته الصحفية الأخيرة أن ضم أسماء جديدة للخضر بات ضرورة ملحة بالنظر إلى النقص الكبير المسجل في تعداد الخضر بسبب الإصابات، وكذا عدم رضاه بمستوى بعض العناصر الحالية في المنتخب. بن زية يرتدي قميص الخضر ويبعث برسالة واضحة للفاف ومن بين أبرز وأفضل الأسماء التي يرشحها الإعلام الفرنسي للبزوغ بقوة في السنوات القادمة، نجد مهاجم أولمبيك ليون بن زية، الذي يسير على نفس خطى لاعب ريال مدريد والمنتخب الفرنسي كريم بن زيمة، حيث يمتلك اللاعب إمكانات تهديفية وفنية معتبرة. وقد نشر اللاعب خلال الأسبوع الجاري عبر صفتحه على الفايسبوك صورة له بقميص المنتخب الوطني الجزائري، وهو الأمر الذي قد يجدد الحديث حول إمكانية أن يكون الهدف القادم لرواروة. حاليلوزيتش يريد حسم مجيء بلفوضيل أما بخصوص مهاجم بارما الإيطالي إسحاق بلفوضيل، والذي تم تأهيله من طرف الفيفا سابقا، لكن الضغوط التي واجهها من طرف ناده لم تسمح له بالانضمام للخضر، فإن الناخب الوطني لا يزال متفائلا بإمكانية تواجد بلفوضيل ضمن قائمة الخضر في الكان وصرح قائلا: “الجميع يعرف وضعية بلفوضيل، لقد أكد رغبته في المجيء، لكنه لم يتمكن من ذلك، سنحاول خلال الأيام المقبلة حسم الأمور معه، وفي حال لم يؤكد مشاركته في الكان، فإن المنتخب لن يتوقف عند لاعب معين”. تراجع الديكة، تواجد ديشون، وتألق فيغولي.. كلها تصب في صالح الجزائر وبعد أن كان إقناع اللاعبين مزدوجي الجنسية باللعب لصالح المنتخب الجزائري أمرا جد صعب في السنوات الفارطة، فإن المعطيات قد تغيرت كثيرا في الآونة الأخيرة وباتت تصب في صالح الخضر، ومن بين أبرز العوامل التي أصبحت تحفز اللاعبين مزدوجي الجنسية للعب مع الخضر هو تواجد المدرب ديشون على رأس الديكة حاليا، حيث بدا واضحا التهميش الذي يمارسه المدرب الفرنسي في تقليل تواجد العرب في المنتخب الفرنسي الأول، حيث قام بالاستغناء عن خدمات سمير نصري لأسباب غامضة، في حين أن مستوى وقيمة بن زيمة تجعله أمام إجبارية الاعتماد عليه. ومنذ تولي ديدي ديشون مسؤولية الديكة، فإنه لم يوجه أي دعوة للاعبين ذوي الأصول العربية، وهو الأمر الذي يؤكد إستراتيجية المدرب الذي يبقى من بين أبرز المعارضين لتجنيس اللاعبين. وفضلا عن ديشون، فإن تراجع مستوى المنتخب الفرنسي دوليا، والعودة القوية للخضر، وتألق بعض أسماء محاربي الصحراء وفي مقدمتهم فيغولي، تبقى عوامل محفزة لمزدوجي الجنسية لاختيار الجزائر بدلا من فرنسا. وتضاف إلى هذه العوامل المشاكل الكثيرة التي يعرفها المنتخب الفرنسي للآمال بعد إقصائه من كأس أوروبا، حيث سيدفع هذا الإقصاء إلى هجرة العديد من لاعبيه في اتجاه منتخبات بلدانهم الأصلية.