البحث عن صيغ لدفع الأدمغة المهاجرين للعودة إلى الجزائر كشف كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالإحصاء والاستشراف، بشير مصيطفى، عن اعتماد الوزارة برنامجا ”هاما” من شأنه لعب دور القاطرة الأمامية لجميع القطاعات الوزارية الأخرى، من خلال الاعتماد على الدراسات والإحصائيات التي تعكس الواقع حقيقةً والانطلاق منها في تحديد الإستراتيجية. وقال الوزير، في تصريح خص به ”الفجر”، إن دائرته الحكومية تتبنى ضمن برنامجها فكرة جديدة تتمثل في تقريب النخبة وذوي الكفاءة من مصادر القرار للاستفادة من خبراتهم العلمية، وكشف المتحدث بالمقابل عن سعي الوزارة إلى التنسيق مع وزارة التعليم والعالي والبحث العليم وتحت إشراف الحكومة على البحث عن صيغ مناسبة لإعادة جلب الأدمغة الجزائرية في المهجر، قد تتجسد عبر استفادتهم من امتيازات جديدة تدفعهم إلى العودة للعمل والتدريس بالوطن. ولدى إشارته إلى الزيارة التي يقوم بها الوفد المكون من العديد من القطاعات الوزارية على غرار الصناعة، المالية، التربية، التكوين المهني بالإضافة إلى وزارة الداخلية وممثلين عن بنك الجزائر المركزي إلى العاصمة الكورية الجنوبية سيول، قال مصيطفى أن الزيارة تندرج في إطار تنفيذ برنامج محدد المعالم والآجال يهدف بالمقام الأول إلى تحويل الجزائر من استيراد البضائع والخدمات إلى التعلم من تجارب الدول الناجحة ونقل التكنولوجيا. وأوضح الوزير أنه على الرغم من أن الزيارة التي تنطلق اليوم تمثل أيضا استكمال خطة التعاون المشتركة في مجال الاستشراف والإحصاء، إلا أن مشاركة ممثلين عن عدة قطاعات وزارية فيها، سواء تلك ذات الطابع الاقتصادي كما هو الشأن بالنسبة لوزارتي المالية والصناعة وحتى البنك المركزي أو غيرها، تدل حسبه على التوجه نحو إقامة علاقة مباشرة بين إطارات الوزارات مع التجارب الرائدة في العالم لتجسيد الخبرة مباشرة على أرض الواقع. ونوه بشير مصيطفى في السياق ذاته أن اختيار كوريا الجنوبية لم يكن محض الصدفة، ليضيف أن ذلك يكشف سعي الإرادة السياسية إلى تنويع الشركاء الاقتصاديين والتخلي تدريجيا عن الشركاء الغربيين التقليديين لحساب اقتصاديات الدول الناشئة في جنوب غرب آسيا التي تمثل كوريا الجنوبية أبرزها، من منطلق أنها تمكنت في ظرف 50 سنة من التحول إلى كبريات الدول في الصناعة الالكترونية، ودعم الوزير هذا التوجه بالزيارة المقبلة إلى الصين نهاية الشهر الجاري.