كشف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، عن امتلاكه لأدلة استخباراتية تثبت نية سوريا في استعمال الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة، وذلك بعد التحذيرات الأخيرة التي وجهتها أمريكا للأسد في حالة ثبوت استخدامه لتلك الأسلحة، فيما اعتبرت دمشق ذلك تمهيدا لتدخل عسكري أجنبي. أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ل”بي بي سي” أن لديه “أدلة استخباراتية” على نية الحكومة السورية استخدام “أسلحة كيماوية” في الصراع المسلح الدائر حالياً في سوريا. ورفض هيغ الإدلاء بأي تفاصيل أخرى لكنه قال إنها “أدلة كافية” للحكومة البريطانية والإدارة الأمريكية لإصدار “تحذير” لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد من “العواقب الوخيمة“ لاستخدام هذه الأسلحة، على حد تعبيره. وفي شأن منفصل، أبلغ مصدر عسكري غربي في منطقة الخليج “بي بي سي” بأن “الأسلحة الكيمياوية” السورية تتركز في خمس قواعد رئيسة وأنها “تحت مراقبة” شديدة. وقد أكد وزير الخارجية البريطاني أن خطر “وقوع هذه الأسلحة في أيدي عناصر غير مسؤولة” هو موضوع مثير جداً للقلق. ميدانياً، تواصلت الاشتباكات بين الجيش الحكومي السوري والمعارضة المسلحة في مناطق عدة من البلاد، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وتواجه العاصمة السورية دمشق أوقات عصيبة في ظل استمرار القتال في ريف العاصمة ومحيطها وفي وقت هزت فيه انفجارات دامية عدد من أحياء المدينة. من جانب آخر، رفضت موسكو العقوبات الغربية على نظام الأسد وقالت إنها ستلتزم بتعاقدات أسلحة تم توقيعها مع سوريا لتسليم صواريخ دفاع جوي. ويؤكد الكرملين على أن بيع الأسلحة لا يخرق أي اتفاقات دولية. وفي محادثات في بلفاست بريرلندا الشمالية، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الولاياتالمتحدةوروسيا ملتزمتان بإقناع نظام الأسد والمعارضة المسلحة بالتفاوض بشأن الانتقال السياسي، منحية جانبا عاما ونصف عام من الخلاف الأمريكي الروسي الذي أعاق المجتمع الدولي عن التدخل. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد صرح في وقت سابق، الأسبوع الجاري، أن واشنطن “ترى أن استخدام السلطات السورية للأسلحة الكيماوية غير مقبول على الإطلاق”. ونوه هيغ إلى كلمات الرئيس الأمريكي هذه مؤكدا أنه في المقابل “ينتظر النظام السوري تبعات جادة بالتأكيد”. وأضاف: “إن استخدام هذا النوع الخطير من الأسلحة سيغير علاقة المجتمع الدولي تجاه الصراع في سورية”. وكان ألكسندر غروشكو المندوب الدائم لروسيا لدى حلف الناتو قد قال الجمعة أن روسيا “تتابع بعناية تطور الأحداث” في سورية، بما في ذلك ما يتصل بالأسلحة المستخدمة في البلاد. في ذات الوقت صرح غروشكو أن سلطات الجمهورية العربية السورية أكدت لموسكو بأنه ليس لديها خطط لاستخدام الأسلحة الكيماوية. وأكد غروشكو أن روسيا “لن تقبل مطلقا بانتهاك الاتفاقيات الدولية” في مجال انتشار أسلحة الدمار الشامل.