تواصلت أمس معركة مطار دمشق بين الجيش النظامي وعناصر الجيش الحر المعارض، حيث تضاربت الأنباء حول من يسيطر على محيط المطار، ففي الوقت الذي أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الجيش النظامي أغلق الطرق المؤدية إلى العاصمة دمشق وشن هجوما على عناصر الجيش الحر، ما اضطره إلى التراجع، جاءت تأكيدات ألوية الجيش الحر تشير إلى استمرار سيطرتها على محيط المطار. بينما حذرت الجماعات المعارضة المسلحة المدنيين من التوجه إلى المطار، باعتباره منطقة معارك، أفادت مصادر من الجيش الحر أن ''الحرب مازالت بعيدة عن نهايتها''، في تأكيد على سيطرة الجيش النظامي على مداخل العاصمة، مع العلم أن روبرت فورد، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في سوريا، صرح أن بلاده تتوفر على معلومات تفيد بأن ''قوات النظام السوري قد تتهاوى في المستقبل القريب''. بالتزامن مع تصريحات السفير الأمريكي، أكد وليام هيغ، وزير خارجية بريطانيا، أن بلاده والولاياتالمتحدةالأمريكية تملك ما يؤكد ''وجود النية لدى النظام السوري لاستعمال الأسلحة الكيميائية''، مفسرا تحذيرات العواصمالغربيةلدمشق من مغبة اللجوء لهذا النوع من الأسلحة: ''يوجد ما يكفي من الأدلة على أنه بحاجة لإنذار''. في حين جددت دمشق نفيها استخدام الأسلحة الكيميائية وحذرت من أسمتهم بالمجموعات الإرهابية من استعمالها. في هذه الأثناء، كشف الأمين العام لائتلاف المعارضة السورية، مصطفى الصباغ، عن تشكيل المجلس العسكري الأعلى، في تأكيد على أن الهيئة العسكرية الجديدة تضم الجماعات الملتزمة بسياسة الجيش الحر، ومن المقرر أن يتم الكشف عن قيادات الهيئة الجديدة خلال مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر في 12 من الشهر الحالي بمدينة مراكش المغربية، مع العلم أن الهيئة العسكرية الجديدة أقصت الجماعات المتطرفة التي تحدثت في الفترة الأخيرة عن إقامة إمارات إسلامية في عدد من المناطق السورية. في المقابل، جددت الخارجية الروسية موقفها الملتزم بتسليم صواريخ دفاع جوي إلى الجيش النظامي وفقا لاتفاقيات سابقة مبرمة مع النظام السوري، مشيرة إلى أن صفقات إمداد سوريا بالسلاح لا تخرق أي اتفاقيات دولية. يأتي هذا الموقف الروسي في الوقت الذي أشارت مصادر سورية رسمية إلى تمكن قوات الأمن النظامي من وضع يدها على محطات تنصت حديثة الصنع بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، حيث أكدت المصادر أن المحطة فرنسية التكنولوجيا كانت تسمح للجماعات المسلحة المعارضة بتعقب تحركات قوات الجيش النظامي. في هذه الأثناء، جددت كل من موسكو وواشنطن دعمهما لكل المبادرات القادرة على تجسيد الحل السياسي، في إشارة إلى إمكانية قبول تنحي الأسد على الطريقة اليمنية. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أكدت في وقت سابق أن البيت الأبيض لا يعارض تكرار سيناريو اليمن في سوريا، غير أنها اعتبرت أن رفض الأسد لهذا الطرح عقد الأمر. في ذات السياق، نفى وزير خارجية الجزائر، مراد مدلسي، إمكانية منح الجزائر حق اللجوء السياسي للرئيس بشار الأسد في حال اضطراره للخروج من سوريا، مشيرا إلى أن ''الكثير من الدول ستمنحه هذا الحق''.