لم يشفع الموقع السياحي الهام لبلدية غسيرة، بباتنة، التي تعد من أكبر البلديات وأكثرها كثافة سكانية بدائرة تكوت، من الخروج من دائرة الحرمان من مختلف المشاريع التنموية التي كان لها أن تدعم خزينة البلدية بتوفير أدنى المرافق الضرورية. رغم المشاريع التي تحصلت عليها المنطقة خلال العشرية الأخيرة، مثل توسيع وتجديد شبكة المياه الصالحة للشرب وتوزيع شبكة التطهير على مستوى المشاتي التابعة لها مثل كاف لعروس وتيفلفال، بالإضافة إلى أن البلدية استفادت من ثانوية فتحت أبوابها تزامنا مع بداية الموسم الدراسي الجاري، غير أن أشغالا كثيرة لا تزال قيد الإنجاز في المؤسسة التي كثر الطلب عليها من طرف التلاميذ وأوليائهم. وبالمقابل لايزال سكان غسيرة يرفعون جملة من المطالب للسلطات المحلية سيما ما تعلق منها بحياتهم اليومية، ومنها ربط بعض المناطق بقنوات المياه الصالحة للشرب أين لايزال المواطنون يستعملون الحيوانات في جلب المادة الحيوية من الآبار والينابيع القريبة والبعيدة، بالإضافة إلى تدني خدمة النقل سواء على عاصمة الولاية أوالمناطق المجاورة فضلا عن المسالك والطرقات الغير معبدة، والتي تجعل الناقلين يعزفون عن استعمالها، ما يولد مشاكل للعمال والطلبة الملزمين بالالتحاق بدوامهم في وقت محدد. الإهمال يطال الموقع السياحي العالمي “غوفي” كما تفتقر هذه المناطق كذلك إلى شبكة التطهير، بالإضافة إلى حاجة البلدية إلى مشاريع تنموية منها تهيئة وتوسيع الطرقات والمسالك الوعرة، إلى جانب التهيئة الحضرية في كل من كاف لعروس وتيفلفال ومركز البلدية ومنطقة غوفي السياحية التي تحتاج إلى اهتمام خاص من قبل السلطات لتصنيفها ضمن المواقع السياحية الهامة وطنيا، وتعد متنفسا كبيرا للمنطقة لو أحسن استغلالها في جلب السياح والتعريف بالمنتوج التقليدي والتراث اللامادي المحلي، بالإضافة إلى ما يمكن أن تمتصه من بطالة بدأ الشباب يشتكون وطأتها من سنة إلى أخرى، خصوصا المتخرجون من الجامعات. كما يطالب سكان قرية أولاد سي احمد بإنجاز خزان مائي يقيهم ندرة هذه المادة. شباك بريدي واحد مقابل 7000 نسمة ويطالب المواطنون بتوسيع شبكة الإنارة العمومية وإيلاء أهمية بالغة للمرافق الضرورية، مثل الوكالات البريدية، حيث لايزال سكان غسيرة يتكبدون مشقة السفر للوصول إلى البلديات والدوائر المجاورة من أجل إجراء التعاملات البريدية المختلفة، علما أن منطقة غسيرة تتوفر على عدة ثكنات عسكرية نظرا لكون المنطقة جبلية، حيث آن أفراد جميع هذه الثكنات العسكرية يلجؤون عند سحب أموالهم إلى هذا المركز الوحيد، و هو ما زاد من حدة الضغط، لدرجة أن بعض المواطنين ينتظرون يومين كاملين لسحب أموالهم، وهذا في حالة توفر الأموال لأنها سريعا ما تنفذ نضرا للطلبات الكبيرة. وقد ناشد السكان الجهات المعنية تدعيم مكتبهم البريدي بموظفين آخرين لتحسين الخدمة، على أمل أن ينظر في إمكانية فتح مكتب بريدي آخر. الخدمات العلاجية غائبة وشبكة كهرباء لم تجدد منذ 22 سنة في حين لاتزال قاعة العلاج بمقر البلدية مغلقة لأسباب غير واضحة، حيث يطالب السكان بفتحها للحاجة الملحة إليها بدل إجبارهم على قطع المسافات الطويلة من اجل الحصول على أبسط الخدمات العلاجية، بالإضافة إلى الإسراع في ربط العشرات من المنازل بشبكة غاز المدينة بدل المعاناة الكبيرة التي يواجهها السكان كل شتاء. ويوضح الأمين العام للبلدية أن شبكة الكهرباء الريفية تعد من أبرز المطالب حيث لم تستفد المنطقة من مشاريع في هذا الشأن منذ 22 سنة، حيث يناط بالمجلس المنتخب الجديد أن يأخذ انشغالات المواطنين بعين الاعتبار وفق الأولويات والحاجة المتزايدة للسكان لتمكينهم من الظروف الطبيعية للحياة.