قررت النقابة الوطنية الجزائرية للأخصائيين النفسانيين الاحتجاج في إطار تنسيقية مهنيي الصحة، والذي سيحدد موعده لاحقا، إلى ما بعد عقد اجتماع الأسبوع المقبل يوم الثلاثاء 18 ديسمبر، طبقا لقرارات المجلس الوطني المجتمع أول أمس، للنقابة التي ستعقد اجتماعا مع مسؤولي الوزارة الوصية هذا الخميس بعد الدعوة التي تلقتها في إطار اللجنة المركزية لمتابعة مطالب وانشغالات الشركاء الاجتماعيين، منددة في هذا الاطار ب ”تغييب النقابات المستقلة من اجتماع الثلاثية ومطالبة في ذات السياق بضرورة حجز مكان لها خلال هذا اللقاء شأنها في ذلك شأن المركزية النقابية، الباترونا والحكومة”. عقدت النقابة الوطنية الجزائرية للأخصائيين النفسانيين اجتماع المجلس الوطني أول أمس، وتم خلاله عرض جدول الأعمال الذي تطرق وبالتفصيل والتحليل إلى الوضعية الحالية، حيث أبدى أعضاء المجلس كما قال رئيس النقابة الدكتور كداد خالد، أمس، في تصريح ل ”الفجر”، انزعاجهم من”التهميش والإقصاء الممارس على النقابة وطالبوا بحركة احتجاجية”. وأوضح المتحدث أن مطلب الأعضاء والقاعدة سيكون بالتنسيق مع نقابات قطاع الصحة في إطار تنسيقية مهنيي الصحة لتنفيذ الاحتجاج، حيث تلقت النقابة الضوء الأخضر من المجلس للقيام بذلك، مؤكدا أن الوزير عبد العزيز زياري ومنذ توليه تسيير القطاع للشهر الثالث على التوالي ”لا يريد أن يفهم مطالب وانشغالات المهنيين والأسلاك كما أن تفضيله لنقابة على حساب نقابات أخرى سيزيد مت تعقيد الوضع وتأجيجه”، مضيفا أن ”المشاكل التي تنخر المنظومة الصحية وتثقل كاهلها عميقة جدا لا يمكن حصرها في الأجور ونظام المنح والتعويضات بل تتعداه إلى ضرورة تقييم الإصلاحات التي باشرتها السلطات العمومية في قطاع الصحة ومعرفة أين تتجه هذه الإصلاحات؟”. وفي معرض تشريحه للوضع، قال المتحدث ذاته إن ”الوزراء المتعاقبين على القطاع يريدون حصر المشكل فقط في الجانب المادي بل يجب العمل بنظرة شاملة لقطاع الصحة، ويتطلب هذا تنظيم ندوة وطنية حقيقية لتقييم الإصلاحات التي بدأت عام 2002”، كما أن تحسين وتسوية وضعية مشاكل المهنيين والأسلاك هو ”جزء من التغيير ولا نريد أن تختزل المشاكل في جانب واحد”. وانتقد رئيس النقابة الدكتور كداد خالد هيمنة القطاع العام على القطاع الخاص، موضحا بأن المريض الذي يتوجه لتلقي العلاج في المؤسسات العمومية يتعرض للإهمال مع غياب التكفل، بالمقابل لما يقصد العيادات الخاصة يجد ما يبحث عنه من اهتمام، والتكفل الجيد، وتوفير الدواء، متسائلا بقوله ”أين وزارة الصحة أمام كل هذا؟”. وأعلن المسؤول ذاته أن اجتماعا لتنسيقية مهنيي الصحة سيكون يوم الثلاثاء 18 ديسمبر الجاري، لمناقشة كل هذه التطورات والمستجدات مع تقديم مقترحات لكل نقابة في القطاع، وعلى ضوء الاجتماع سيتحدد مصير وموعد الحركة الاحتجاجية المقررة، كما ستكون نقابة النفسانيين قبل هذا الاجتماع على موعد مع لقاء مع مسؤولي وزارة الصحة ممثل في رئيس الديوان بعد الدعوة التي وجهتها وزارة الصحة والسكان أمس، في شكل مراسلة للنقابة للاجتماع، في إطار اللجنة المركزية المكلفة بمتابعة انشغالات ومطالب الشركاء الاجتماعيين وسيكون هذا يوم الخميس المقبل 13 ديسمبر الجاري. وفي الشق المتعلق بتمثيل النقابات المستقلة في اجتماع الثلاثية المقبل، ندّد المتحدث ب ”التمييز الذي تمارسه السلطات العمومية مع النقابات المستقلة من خلال دعوة ممثل واحد ووحيد للعمال (المركزية النقابية) بالرغم من تعدد الأطياف النقابية”، وهو ما استنكره المتحدث الذي قال بأن الوزير الأول عبد المالك سلال لما تم تعيينه في المنصب حملت تصريحاته ارتياحا لدى الشركاء الاجتماعيين بفتح الحوار لكن الممارسات حتى الآن أثبتت العكس، والحكومة مطالبة بأن تكون النقابات المستقلة حاضرة في اجتماع الثلاثية المقبل عملا بمبدأ التعددية النقابية.