شرعت مصالح الصيد البحري والموارد الصيدية بالمنطقة الشرقية للبلاد في منح العديد من الامتيازات لفائدة الراغبين في تربية المائيات في الوسط الفلاحي من الفلاحين الذين لديهم أحواض مائية، وكذا الشباب المستثمر في إطار أجهزة التشغيل المختلفة. واجتمع مسؤولو مديريات الصيد البحري والموارد الصيدية لشرق البلاد بڤالمة نهاية الأسبوع، خلال لقاء دراسي الجهوي حول ”إدماج تربية المائيات في الوسط الفلاحي وتنمية الصيد القاري” التذكير بأهم الامتيازات المقدمة بتوفير صغار السمك أو ما يعرف ب”البلاعيط” مجانا، وكذا المرافقة التقنية والفنية وفتح فرص التكوين لكل فلاح أو شاب يرغب في تربية الأسماك داخل الأحواض المائية المستعملة لسقي المزروعات لتفعيل الاتفاقية المبرمة منذ 3 سنوات بين وزارتي الصيد البحري والفلاحة. واعتبر المتدخلون في هذا اللقاء الذي احتضنه مركز التكوين المهني المتخصص ”قدور جبابلة” بأن هذه العملية تمثل فرصة إضافية أمام الفلاحين الذين استفادوا سابقا من دعم الدولة في مجال إنشاء أحواض مائية لسقي المزروعات وتربية المواشي والأبقار والدواجن لتعزيز مستثمراتهم بمنتوج فلاحي جديد بدون أية تكاليف مالية يتمثل في ”تربية الأسماك”. وأكد جمال تبرقوقت مدير الصيد البحري لولاية سطيف، التي تحتضن مفرخة التكاثر الاصطناعي للسمك التي استلمت سنة 2010 بأن المفرخة بمقدورها توفير صغار السمك لكل الراغبين في الاستزراع داخل الأحواض المائية، مشيرا أن الهدف المتوخى تحقيقه السنة المقبلة هو بلوغ 8 ملايين صغير سمك بعدما تم خلال 2011 إنتاج 6.5 مليون بلعوط تم توزيعها على 17 ولاية من القطر الوطني كما تم في 2012 إنتاج 4.2 مليون صغير سمك وزعت على 10 ولايات أخرى. وذكر المتدخل ذاته، بأن ولاية سطيف حققت نتائج ملحوظة في مجال إدماج الفلاحين في عملية تربية المائيات داخل أحواض السقي، حيث انخرط في العملية ما يفوق 30 فلاحا حققوا إنتاجا معتبرا من الأسماك الموجهة للاستهلاك، مؤكدا بأن من خاضوا التجربة وقفوا على حقيقة تؤكد بأن مردود المزروعات المسقية بالمياه التي تعيش فيها الأسماك مرتفع بما يفوق 3 مرات من التي يتم سقيها بمياه عادية، ومضيفا بأن الولاية تشهد انخراطا متزايدا من الفلاحين إضافة إلى تسجيل عدة مشاريع في المجال من طرف الشباب في إطار أجهزة التشغيل المختلفة. من جهته، أشار بدر الدين بويدة إطار بمديرية الصيد بڤالمة في مداخلته بأن تربية الأسماك في البرك والأحواض الإسمنتية أو المغلفة بالبلاستيك الموجهة للسقي في الجزائر لها أهمية كبيرة متعددة الأوجه، كونها ستسمح من جهة أولى برفع معدل استهلاك الفرد الجزائري من الأسماك الذي يقدر حاليا ب 5.3 كلغ سنويا إلى ما يعادل أو يفوق 6.5 كلغ سنويا المحدد من قبل منظمة الصحة العالمية. تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء عرف مشاركة مدراء وإطارات الصيد البحري والموارد الصيدية ورؤساء الغرف المشتركة ما بين الولايات لكل من عنابة، سطيف، سكيكدة وڤالمة، وكذا ممثلي المصالح الفلاحية للطارف، سوق أهراس وخنشلة وممثلي فروع أجهزة التشغيل.